شاركت كل جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والاتحاد الدولي للجامعات حول المناخ في ريادة حوار مناخي رفيع المستوى للمجتمع التعليم العالي الدولي ضمن فعاليات النسخة الـ 30 لمؤتمر الأطراف "كوب 30"،والتي انعقدت في مدينة بيليم في ولاية الأمازون البرازيلية.
تضمن الحوار ورشة نقاشية متميزة تمحورت حول "مؤسسات التعليم العالي في العمل المناخي: الابتكار والتطبيق والتعاون والتواصل"، وأكدت على أربعة مكونات جوهرية لأدوار هامة تقوم بها مؤسسات التعليم العالي، حيث ترأست الورشة وأدارتها الرئيسة التنفيذية للشباب في الاتحاد الدولي للجامعات حول المناخ، بينما شارك في الجلسة كضيف متحدث الدكتور جيان زانغ، السكرتير العام للاتحاد والمدير المشارك لمعهد التغير المناخي والتنمية المستدامة بجامعة تسينغهوا الصينية.
ومثل جامعة خليفة في هذه الورشة رفيعة المستوى، التي انعقدت في جناح التعليم العالي للعمل المناخي التابع لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، الدكتور صموئيل ماو، مدير معهد أسباير لبحوث الاستدامة والأستاذ الممارس بقسم الهندسة الميكانيكية والنووية بالجامعة. وترأس الدكتور صموئيل أيضًا شبكة المناخ الجامعية في دولة الإمارات والمكونة من 38 مؤسسة للتعليم العالي في الدولة. وقام الدكتور صموئيل برفقة ممثلين عن جامعة خليفة كلًا من الدكتورة عائشة السويدي، الأستاذة المشاركة في قسم علوم الأرض بالجامعة ومحمد الحمادي، طالب دراسات عليا وأول إماراتي يُكمل رحلة استكشافية في المحيط القطبي مؤخرًا، بزيارة إلى جناح الاتحاد الدولي للجامعات حول المناخ وهو الجناح الذي استضاف كذلك جلسة شبكة المناخ الجامعية في دولة الإمارات في كوب 30، والتي شاركت الجامعة في تنظيمها.
واستعرض الدكتور صمويل خلال جلسة النقاش مشروعه الذي ركز على استخلاص المياه المستدامة من الهواء كمثال لتوضيح ريادة جامعة خليفة في كل جانب من جوانب الابتكار والتطبيق والتعاون والتواصل، كما استعرض أيضًا أحدث أنشطة ومشاركات جامعة خليفة مع عدد من جامعات الاتحاد الدولي للجامعات حول المناخ كالزيارات المتبادلة بين قيادات الجامعات وتطوير برامج تعاونية في البحث والتعليم. وقد حظي التزام جامعة خليفة بدفع العمل المناخي وتعزيز حضورها العالمي بتقدير الحضور في مؤتمر "كوب 30".
وتضمنت قائمة الضيوف المتحدثين في الورشة النقاشية أيضًا الدكتور ستيوارت بروكلهيرست، نائب الرئيس التنفيذي لشؤون المشاركة في الأعمال التجارية والابتكار في جامعة إكسيتر بالمملكة المتحدة، وهو أيضًا مدير شركة "غرين فيوتشرز سابورت" التابعة للجامعة والدكتور كايو فانا، مدير المكتب الدولي بالجامعة المركزية بولاية بارا البرازيلية، والذي يقود علاقات الشراكة العالمية والبرامج الأكاديمية التي تركز على نهر الأمازون. واتفق ضيوف الورشة حول دور الجامعات كمحركات للابتكار المتعلق بالمناخ، وأن هذا الدور يشمل إجراء بحوث رائدة في مجالات كالطاقة المتجددة والاحتفاظ بالكربون والتأقلم المناخي، كما أكدوا أيضًا أن الجامعات أماكن مثالية لحل المشاكل من خلال عمل جماعي بين ممثلي اختصاصات متنوعة، وذلك بتوحيد جهود العلماء والمهندسين وعلماء الاقتصاد وخبراء السياسات من أجل تحقيق الأهداف المشتركة للعمل المناخي.
وفيما يتعلق بالجانب التطبيقي، سلطت النقاشات الضوء على دور الجامعات كمختبرات حية لاختبار الحلول المناخية وتطبيقها في بيئات وظروف حقيقية، حيث تقدم الجامعات نماذج قابلة للتوسع يمكن للجهات الخاصة أو الحكومية محاكاتها، كما يمكنها أيضًا نشر ممارسات الاقتصاد الدائري كمبادرات خفض النفايات إلى صفر والأهداف المتبناة على مستوى الحرم الجامعي والرامية إلى ترسيخ مبدأ المساءلة المؤسسية.
وأشارت الجلسة أيضًا إلى أن العمل المناخي يتطلب جهودًا تعاونية وأن الجامعات هي المكان الطبيعي لتوحيد هذه الجهود باعتبارها تُكَوِّن شبكات للبحث والتحرك بين المؤسسات والدول والتخصصات المتعددة لتجميع الخبرات والموارد وللشراكة مع الحكومات والقطاع الصناعي لترجمة البحوث إلى سياسات وحلول جاهزة للطرح بالأسواق.
وأكد المتحدثون، فيما يتعلق بمجال التواصل، على الدور الهام الذي تقوم به الجامعات في صياغة فهم ووعي أشمل لقضايا المناخ على اعتبارها الأماكن التي يلتقي فيها الطلبة من كافة التخصصات المتعلقة بالمناخ والاستدامة. ويمكن للجامعات كذلك التصدي لتحديات المعلومات المضللة من خلال تعزيز الثقافة المناخية القائمة على الأدلة ومعلومات الخبراء الموثوقين. واتفق المتحدثون أيضًا حول أهمية الجامعات كمنصات لاستضافة الحوارات العامة والندوات والمؤتمرات لتوسيع نطاق المشاركة في قضايا المناخ.