يمثل باحث الدكتوراه الإماراتي مركز البحوث القطبية بجامعة خليفة في النسخة الـ 34 من البعثة البحثية البلغارية السنوية إلى القطب الجنوبي
طالب من جامعة خليفة ينضم إلى الفريق الإماراتي في البعثة البحثية إلى القطب الجنوبي التي ينظمها المركز الوطني للأرصاد بالتعاون مع المعهد البلغاري للأبحاث القطبية 

تم اختيار باحث الدكتوراه عمر عبدالرحمن العطاس من قبل المركز الوطني للأرصاد الجوية للانضمام إلى الفريق العلمي لدولة الإمارات المشارك في البعثة البحثية البلغارية إلى القطب الجنوبي 2025-2026. 

 

سينضم عمر العطاس، الذي يشرف عليه الدكتور فرانتز جيرارد أوسا أوسا من قسم علوم الأرض ومركز البحوث القطبية، إلى البعثة، متجهًا إلى جزيرة ليفينغستون في القطب الجنوبي. وستساهم هذه الحملة التعاونية الدولية، التي ستنطلق يوم 15 ديسمبر 2025 ويُتوقع أن تنتهي في 19 يناير 2026، في تقديم نتائج قيّمة تعزز الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في مجال مراقبة المناخ والاستدامة البيئية.

 

تتماشى الحملة البحثية مع أهداف برنامج الإمارات القطبي، حيث تسعى إلى دعم المبادرات المناخية والبيئية العالمية وتعزيز التعاون العلمي ودعم الجهود التي يقدمها مركز البحوث القطبية في دولة الإمارات الذي يتّخذ من جامعة خليفة مقرًا له، والذي يهدف إلى دعم مساعي دولة الإمارات لريادة مجالات العلوم القطبية والتكنولوجيات التطبيقية من خلال الاستكشاف العلمي في القطبين.

 

يتم تنظيم هذه البعثة من قبل الهيئة الوطنية للأرصاد بالتعاون مع المعهد البلغاري للأبحاث القطبية، وهي جزء من النسخة الرابعة والثلاثين من البعثة البحثية البلغارية إلى القطب الجنوبي، والتي تجمع علماء من مختلف أنحاء العالم لمراقبة سلامة المنظومة البيئية في القطب الجنوبي ودراسة ديناميكيات المناخ والنشاط الزلزالي وحركات الأنهار الجليدية في واحدة من أكثر بيئات الكوكب قسوةً وتعقيدًا. وقد انطلقت هذه الشراكة خلال بعثة العام الماضي، وحازت على إشادة الدكتور عبد الله المندوس، رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، لدورها في تعزيز دور دولة الإمارات في النهوض بالبحوث العالمية المتعلقة بالمناطق القطبية وتغير المناخ.

 

وستتبع البعثة الإماراتية المسار القطبي المُعتمد، حيث ستقطع أكثر من 33,000 كيلومتر عبر العديد من القارات بدءًا من مدينة صوفيا في بلغاريا، مرورًا بـبوينس آيرس وأوشوايا (أقصى مدن العالم جنوبًا)، قبل أن يصعد على متن سفينة بحثية متجهة إلى جزيرة ليفينغستون في القطب الجنوبي. وسيعمل الفريق هناك بناء على إنجازات بعثة الإمارات العلمية لعام 2024، والتي ساهمت في تركيب محطات متطورة لمراقبة الأرصاد الجوية والنشاط الزلزالي، بهدف دراسة تقلبات المناخ والتغيرات البيئية في منطقة القطب الجنوبي بأكملها.

 

سيشارك عمر العطّاس، الذي يمثل جامعة خليفة، بالعمل جنبًا إلى جنب مع علماء من عدة دول خلال دراسة ميدانية تستمر أسبوعين في القاعدة البلغارية القطبية "سانت كليمنت أوهريدي"، الواقعة على شاطئ بلغاريا في الجزء الشرقي من جزيرة ليفينغستون، ضمن جزر جنوب شيتلاند. وستساهم هذه البيانات التي سيتم جمعها في تعزيز فهمنا لكيفية استجابة الأنظمة الحيوية في التربة لانبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن ذوبان التربة المتجمدة في المناطق القطبية، وما تعنيه هذه الاستجابات لتغير المناخ العالمي وسلامة كوكب الأرض. 

 

من جهته قال البروفيسور محمد علي، رئيس قسم علوم الأرض في جامعة خليفة: "تُعدّ مشاركة طالبنا في مرحلة الدكتوراه، عمر عبدالرحمن العطّاس، لحظة فخر لجامعة خليفة، تؤكّد على الدور الذي يزداد أهميةً لدولة الإمارات في العلوم القطبية العالمية، حيث تواصل الجامعة من خلال مثل هذه الشراكات، بناء خبرات وطنية في مجالات هامّة لتعزيز مرونة المناخ والاستدامة والدبلوماسية العلمية، كما تشهد هذه المهمة دور الجيل الجديد من العلماء الإماراتيين في دفع عجلة الاكتشاف العالمي، بدايةً من صحاري شبه الجزيرة العربية، ووصولًا إلى الحدود الجليدية البعيدة في القطب الجنوبي.

 

أضاف عمر عبدالرحمن العطّاس: "تُجسّد مشاركة دولة الإمارات في هذه الجهود العلمية العالمية، التزامها بتعزيز البحوث المعنيّة بالمناخ وتمكين العلماء الإماراتيين. أفخر بأن أمثّل جامعة خليفة في رحلة إلى أحد أبعد وأروع الأماكن على كوكب الأرض، حيث لا يقتصر تأثير الظواهر على القارة القطبية الجنوبية فحسب، بل يمكن أن تؤثر على بيئتنا هنا في الإمارات، التي تبعد آلاف الكيلومترات".


ترجمة: مريم ماضي
اخصائية ترجمة وتعريب