حصل الدكتور خالد مسلم، البروفيسور في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، على جائزة التميز السريري لعام 2025 من الجمعية الأوروبية لأمراض الدم، وذلك لإنجازاته القيمة وحرصه على تطوير البحوث السريرية ومشاريعه البحثية الرائدة.
تسلم البروفيسور خالد الجائزة خلال مراسم افتتاح المؤتمر السنوي للجمعية، والذي انعقد في مدينة ميلانو الإيطالية. وتُعَد الجمعية الأوروبية لأمراض الدم واحدة من أكبر المؤسسات المتخصصة في أمراض الدم على مستوى العالم والتي تدعم التميز في مجالات رعاية المرضى والبحوث والتعليم.
ويشغل البروفيسور خالد أيضًا منصب رئيس قسم البحوث في مجموعة برجيل القابضة، حيث يعمل في مدينة برجيل الطبية في أبوظبي. ويعتبر الدكتور خالد أيضًا المدير المؤسس لمركز بحوث اضطرابات الدم النادرة ومدير مركز الثلاسيميا وأنيميا الخلية المنجلية ورئيس وحدة التجارب المبتكرة بمركز الجينات والأمراض النادرة. ويشغل البروفيسور خالد، إضافةً لما سبق، منصب رئيس قسم البحوث العالمية في معهد برجيل للصحة العالمية في نيويورك وبروفيسور في كلية وايل كورنيل للطب في نيويورك.
ركز البروفيسور خالد في بحوثه العلمية، عندما كان طالبًا، على الثلاسيميا، وهو اضطراب وراثي في الدم يتسم بأنيميا حادة مزمنة، وعمل في كلٍ من القطاعين الأكاديمي والصناعي من خلال مؤسسات عديدة في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط.
وساهم البروفيسور خالد في تعزيز علاقات التعاون على نطاق واسع على الصعيدين الإقليمي والعالمي بهدف تطوير أدوية جديدة، كما ركز عمله على تأسيس وقيادة قواعد بيانات عالمية كبيرة من الأفراد المصابين بداء الثلاسيميا لتحديد العلاقة بين عوامل الخطورة القابلة للتعديل والنتائج طويلة الأمد فيما يتعلق بنسبة انتشار الأمراض ومعدل الوفيات، والتي يمكن استهدافها بتعزيز إمكانيات العلاج أو استخدام علاجات جديدة.
ساعد العمل الذي قام به البروفيسور خالد في تحديد الأشكال المتنوعة لداء الثلاسيميا فيما يتعلق بالاعتماد على نقل الدم، ما أدى إلى تحول في تصنيف المرضى على مستوى العالم. إضافة لذلك، ساهمت جهوده في تمكين المجتمع الطبي من رصد التأثيرات الضارة للأنيميا غير المُعالَجَة لدى المرضى الذين لا يعتمدون في علاجهم على نقل الدم، بما في ذلك المضاعفات الخطيرة والوفاة المبكرة، حيث شكّل ذلك أساسًا لتطوير علاجين جديدين من نوعية العلاجات المعدلة للأمراض، وهما "لاسباتيرسيبت" و"ميتابيفات" اللذيَن يُعَدان أول علاجين على الإطلاق يستهدفان المرض الكامن في هؤلاء المرضى، وقد خضعا لتقييم في تجارب سريرية عالمية بمشاركة واسعة النطاق من جانب البروفيسور خالد كباحث رئيس. يعتبر البروفيسور خالد كذلك عضوًا في اللجنة التوجيهية ومستشارًا رئيسًا لملفات التسجيل التنظيمي لدى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ووكالة الأدوية الأوروبية.
تعتبر دراسات البروفيسور خالد الأولى من نوعها في مجال تقديم دليل طبي يثبت العلاقة بين فرط الحديد والمضاعفات السريرية الخطيرة لدى مرضى الثلاسيميا الذين لا يعتمدون على نقل الدم، وهي مضاعفات تؤثر في معظم أجهزة الجسم تقريبًا. وتوصل البروفيسور خالد إلى مستويات معيارية لفرط الحديد، والتي اُستُخدِمَت لاحقًا في تصميم علاجات إزالة الحديد عن طريق الفم (الأدوية التي تُخَلِّص الجسم من الحديد الزائد) لدى المرضى غير المُعتَمِدين على نقل الدم وكذلك إعداد معلومات خاصة بالوصف الدوائي والتوصيات الإرشادية الدولية الخاصة باستخدام هذه العلاجات. ساهمت بحوث البروفيسور خالد في رسم ملامح جديدة لعلاج مرضى الثلاسيميا الذين لا يعتمدون على نقل الدم من خلال اكتشاف عوامل الخطورة المؤثرة سلبًا على نتائج حالتهم الصحية، إضافة لدعم تطوير علاجات مبتكرة للتصدي لهذه العوامل.
وقدم البروفيسور خالد إسهامات متنوعة من شأنها تغيير الممارسات السائدة لدفع عجلة المعرفة في علاج الأفراد الذين يعتمدون في علاجهم على نقل الدم، كما ساعد في رصد مخاطر العلاج دون المستوى وتأثيره. وربطت دراساته بين الزيادات الطبيعية في مستويات الهيموغلوبين لدى الأجنة والنتائج الإيجابية في علاج المرضى ودعمت الدليل السريري الذي يؤكد مبدأ التطورات في تعديل الجينات، وهو المبدأ الذي بات حقيقة لاحقًا.
يعد البروفيسور خالد من الباحثين المرموقين في مجاله، حيث نشر أكثر من 230 بحث في المجلات الطبية الدولية الرائدة، كما تعتبر بحوثه العلمية من البحوث الأكثر استشهادًا في مجال أمراض الدم، فضلًا عن منصبه كمحرر لأول إرشادات علاجية لمرضى الثلاسيميا غير المُعتَمِدين على نقل الدم والصادرة عن الاتحاد الدولي للثلاسيميا، إضافة لأحدث إرشادات علاجية لمرضى الثلاسيميا المُعتَمِدين على نقل الدم، وهي الإرشادات التي تعد مرجعًا أساسيًا للأطباء المعالجين حول العالم.
وقال البروفيسور خالد: "تعتبر هذه الجائزة تقديرًا لجميع الجهود التي قدمتها طيلة حياتي المهنية، لاسيما مع الأساتذة والطلبة الذين أصبحوا لاحقًا زملاء وأصدقاء مقربين من جميع أنحاء العالم، حيث جمعنا هدف واحد وهو تحسين حياة المرضى الذين يعانون من أمراض صعبة. وساعدني الدعم والموارد التي وفرتها لي دولة الإمارات على مدار السنوات الخمس الماضية والتي ساهمت في تسريع برامجي البحثية ومكنتني من إبراز موقع منطقتنا على الخارطة الدولية في مجالات البحث والتطوير. وفي هذا الإطار، تمثل جائزة الجمعية الأوروبية لأمراض الدم حافزًا كبيرًا لنا لمواصلة هذه الجهود الكبيرة لتعزيز المعرفة واكتشاف خيارات علاجية جديدة".
ترجمة: سيد صالح
أخصائي ترجمة وتعريب