فازت مجموعة الأنظمة الذكية والمستقلة للطيران والفضاء في جامعة خليفة بجائزة الورقة البحثية المتميزة ضمن جلسة التوعية بمسائل الفضاء في نسخة عام 2024 من مؤتمر أبحاث الفضاء الأول من نوعه والذي نظّمته وكالة الإمارات للفضاء في أبوظبي في إطار فعاليات الأسبوع العالمي للفضاء.
تطرّقت الورقة البحثية الفائزة والتي حملت عنوان "شبكات الاستشعار الهجينة: تتّبع المخلّفات الفضائية من خلال الأنظمة الفضائية الذكية الموزّعة وعمليات الرصد الأرضية"، إلى المشكلة المحورية المتمثلة في الازدحام الناجم عن الأجسام الفضائية في المدارات، ويقود الفريق البحثي الذي يعمل في هذا المشروع الأستاذ الدكتور روبرتو ساباتيني كما أنّه يضم طالب الدكتوراه خاجة فيصل حسين والدكتور كاثيرافان ثانجافيل والدكتور نور الدين صفوت والدكتور المساعد أليساندرو غاردي من قسم هندسة الطيران والفضاء. جدير بالذكر أن الورقة الفائزة ستُعرض على منصة أبحاث الفضاء التابعة لوكالة الإمارات للفضاء.
تُعد مجموعة أنظمة الطيران الذكية والمستقلة جزءًا رئيسًا ضمن برنامج الأبحاث والتدريب المعني بأنظمة الطيران بجامعة خليفة (فالكون)، والذي يتصدّى لأبرز التحديات المعاصرة التي تواجه مجال تصميم أنظمة الطيران المستدامة وعملياتها، والتي تشمل التنقل الجوي المتقدم والنقل عالي السرعة وشبه المداري وتكامل البنية التحتية للاتصالات والملاحة والمراقبة الأرضية والفضائية، ويقود هذه المجموعة الأستاذُ الدكتور روبِرتو الذي يشغل أيضًا منصب نائب رئيس العمليات التقنية في جمعية الأنظمة الإلكترونية وأنظمة الطيران والفضاء التابعة لجمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات.
تستعرض الورقة استراتيجية مبتكرة لدمج البيانات باستخدام استراتيجية لدمج البيانات تتضمّن عدة مستشعرات وتجمع بين الأنظمة الفضائية الذكية الموزعة وقدرات المستشعرت الأرضية للتمكّن من التتبع الآني للمخلّفات الفضائية وتعزيزالتوعية بمسائل الفضاء وتشجيع الطيران المداري وشبه المداري الأكثر أمانًا واستدامة.
من جهته قال الأستاذ الدكتور روبِرتو ساباتيني: "يُعتبر حصول الفريق على ثلاث جوائز في فترة زمنية مدتها أسبوعان أمرًا رائعًا ويستحق أعضاؤه الثناء على هذه السلسلة المذهلة من الإنجازات، حيث يؤكّد هذا التقدير الإضافي في مؤتمر أبحاث الفضاء في الإمارات، عقِب حصولنا على جائزتين في الولايات المتحدة الأمريكية في مؤتمر الأنظمة الرقمية لإلكترونيات الطيران في كل من جلسات الطيران الرقمي وأنظمة الفضاء، على أهمية تماشي بحوثنا مع الأولويات الوطنية والدولية لقطاع الطيران والفضاء”.
قدّم الفريق إضافة إلى بحوثهم الحائزة على عدة جوائز، إسهامات كبيرة في مسارين آخرين للمؤتمر ألا وهما الاتصالات عبر الأقمار الصناعية ومراقبة الأرض، حيث استعرضوا في مسار الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، ورقةً بحثية حملت عنوان "اتصالات قوية في المناطق النائية: بنية الجيل الخامس من أشباه الأقمار الصناعية عالية الارتفاع لتوجيه حركة المرور أثناء الأحوال الجوية السيئة"، ويهدف هذا البحث إلى توفير حلول تعزّز الاتصالات في المناطق النائية والمحرومة، خاصةً أثناء الأحوال الجوية السيئة، من خلال تطوير خوارزميات ديناميكية لتوجيه حركة المرور تتكيف مع التغيرات البيئية.
من جهة أخرى، استعرض الفريق في مسار مراقبة الأرض، ورقة بحثية تحت عنوان "أنظمة الأقمار الصناعية الموزعة لتعزيز مراقبة الأرض: تطبيقات في رصد تغيّر المناخ وإدارة الكوارث"، حيث سلّط الفريق الضوء من خلالها على استخدام أنظمة الأقمار الصناعية الموزعة لمواجهة التحديات العالمية مثل تغيّر المناخ والكوارث الطبيعية، كما ركّزوا على الدور الذي تؤدّيه هذه الأنظمة في توفير بيانات عالية الدقة وفي الوقت المناسب من أجل الإدارة الاستباقية للكوارث وتحليل تغيّر المناخ والإسهام في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
يتمثل أحد المشاريع الرئيسة ضمن برنامج فالكون في تطوير إطار عمل لإدارة المرور متعدد المجالات يُنَفَّذ بالتعاون مع شركاء قياديين في القطاع والحكومة، حيث يهدف هذا المشروع إلى ضمان سلامة عمليات النقل الجوي والفضائي المتكاملة وكفاءتها واستدامتها، ما يمهّد الطريق لمستقبل أكثر ترابطًا وكفاءة ومسؤولية من الناحية البيئية فيما يتعلّق بقطاع الطيران والفضاء وغيره من القطاعات أيضًا.
يُسهم البرنامج من خلال التصدّي للتحديات التي تواجه قطاع النقل الجوي والفضائي الحديث، في النهوض بقطاع الطيران والفضاء في دولة الإمارات، كما أنّه يضع معيارًا عالميًا للابتكار المستدام في عملية تصميم أنظمة الطيران وعملياتها.