سيمنس للطاقة تفتتح مركزها للابتكار في أبوظبي بالشراكة مع مكتب أبوظبي للاستثمار وجامعة خليفة

افتتحت شركة سيمنس للطاقة (اليوم) مركز الابتكار التابع لها في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي، كجزء من جهودها في تسريع عمليات التحول إلى صافي انبعاثات كربونية إقليمياً وعلى مستوى العالم، وسيعمل المركز على تعزيز الشراكات وتوفير فرص الإبداع والابتكار المشترك في مجالات التكنولوجيا والبحث والتطوير ونقل المعرفة وصقل المهارات وتوفير فرص العمل.

وسيقوم مركز الابتكار بتوفير الخبرات الضرورية لتنفيذ مشاريع البحث والتطوير الخاصة بشركة سيمنس للطاقة والاستفادة من منظومة الشراكة الإقليمية التابعة للشركة، بما في ذلك فرص التمويل الخارجي والأوساط الأكاديمية والشركات الناشئة والشركاء الصناعيين.

ويقع المركز والذي يعد الأول على مستوى المنطقة والرابع على مستوى العالم للشركة في حرم جامعة خليفة في ساس النخل، وهو ثمرة الشراكة مع جامعة خليفة ومكتب أبوظبي للاستثمار، الهيئة الحكومية المسؤولة عن جذب الاستثمارات ودعمها في إمارة أبوظبي، وجامعة خليفة. وجاء اختيار أبوظبي مقراً للمركز الجديد نظراً لموقعها الاستراتيجي والبنية التحتية المتطورة في مجال النقل والخدمات اللوجستية، إلى جانب البيئة الاستثمارية واللوائح التنظيمية المرنة.

وتلتزم أبوظبي التزاماً راسخاً باستراتيجيتها المتعلقة بالتغيير المناخي وهو ما يتجلى في توقعاتها إلى تخفيض انبعاثات الكربون بنسبة 22% بحلول عام 2027. ويعزز هذا الهدف الطموح مكانة الإمارة باعتبارها لاعباً رئيسياً في جهود الاستدامة الإقليمية. ومؤخراً، وتماشياً مع التزام دولة الإمارات بتحقيق صافي انبعاثات كربون صفرية بحلول عام 2050، وقعت دائرة الطاقة في أبوظبي ومكتب أبوظبي للاستثمار ومصدر اتفاقية ثلاثية لتسريع اقتصاد الهيدروجين في أبوظبي. ومن خلال ربط مراكز الإنتاج والشركات وتخزين الهيدروجين في جميع أنحاء دولة الإمارات، يوفر التعاون فرصة تاريخية لنشر البنية التحتية المشتركة للهيدروجين مما يجعلها مركزاً عالمياً لإنتاج وتصدير الهيدروجين النظيف ومشتقاته، الأمر الذي يتيح إزالة المزيد من الكربون، وخاصةً من تلك القطاعات التي يصعب تقليصها.

وسيدعم مركز الابتكار نقل المعرفة وتسريع عمليات التسويق التجاري للحلول المبتكرة التي تقود مفهوم تحول الطاقة، إلى جانب صقل المهارات إذ يهدف المركز إلى توفير 75 وظيفة عمل في أبوظبي بحلول العام 2025، كما ستقدم سيمنس للطاقة ما لا يقل عن 6 دورات تدريبية سنوياً للطلاب من جامعات أبوظبي تستهدف توظيف 50% منهم من الإماراتيين.

وشهد الافتتاح حضور سعادة حميد الشمري، نائب رئيس مجلس أمناء جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، وسعادة أنس جودت البرغوثي، الرئيس التنفيذي للعمليات في "القابضة" (ADQ)، والدكتور محمد بني ياس المستشار الأكاديمي في وزارة التعليم العالي، وألكساندر شونفلدر وزير ألمانيا في دولة الإمارات.

وفي تعليقه، قال الدكتور فهد اليافعي، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا لشركة سيمنس للطاقة في الشرق الأوسط: "إن تسريع عمليات إزالة الكربون من مختلف القطاعات تتطلب تعزيز الشراكة والابتكار، وباعتباره واحداً من أربعة مراكز على مستوى العالم، سيعمل مركز الابتكار الذي يتخذ من أبوظبي مقراً له، على الاستفادة من الإمكانات الكبيرة التي توفرها الإمارة، ومرونة ارتباطها بباقي الدول في منطقة الشرق الأوسط. وسيركز مركز الابتكار أعماله على تعزيز العلاقات مع شركائنا والشركات الناشئة والأوساط الأكاديمية وغيرها من المؤسسات والشركات في القطاعين العام والخاص على تطوير وتنفيذ التقنيات الجديدة التي من شأنها المساهمة في الوصول إلى انبعاثات صفرية في أقرب وقت ممكن".  

من جانبه، قال بدر سليم سلطان العلماء، المدير العام بالإنابة لمكتب أبوظبي للاستثمار: "يسرنا عقد هذه الشراكة مع سيمنس للطاقة لتسريع الانتقال إلى اقتصاد خال من الكربون في دولة الإمارات والعالم، ويعتبر ذلك أحد أهم التحديات العالمية التي تتطلب عملاً مشتركاً وتعاوناً بين جميع الجهات. ومع مواصلة أبوظبي دورها الريادي في تنفيذ مبادرات وبرامج خاصة بالاستدامة، سيساهم مركز الابتكار الجديد في توفير المزيد من الفرص في منظومة العمل من خلال تطوير أفضل الحلول المبتكرة التي تعزز جهودنا في قطاع الطاقة النظيفة".

من جهته، قال الأستاذ الدكتور السير جون أورايلي، رئيس جامعة خليفة: "يسعدنا أن ننضم إلى شركة سيمنس للطاقة ومكتب أبوظبي للاستثمار لافتتاح مركز الابتكار أبوظبي في حرمنا الجامعي في ساس النخيل، بهدف تطوير رأس المال البشري في دولة الإمارات وتقديم فرص التدريب الداخلي والتطوير التكنولوجي وإيجاد فرص عمل للكوادر المؤهلة، كما تهدف هذه الشراكة، والتي تجمع بين مؤسسة بحثية مرموقة وجامعة تركز على الابتكار، وشركة رائدة عالمياً في مجال تكنولوجيا الطاقة ومكتب أبوظبي للاستثمار، المركز الحكومي الذي يدعم الاستثمار في أبوظبي، إلى تعزيز حلول الطاقة الفعالة من خلال ترجمة الأبحاث و تنمية المواهب المرتبطة بها، وتعزيز الابتكار في مجال إزالة الكربون والاستدامة. سيساهم هذا المركز في تطوير حلول لتحديات الطاقة وفي الوقت نفسه تعزيز ثقافة البحث والابتكار والمشاريع لدينا".

وكانت شركة سيمنس للطاقة قد وقعت اتفاقية في أكتوبر 2022 مع مكتب أبوظبي للاستثمار لإنشاء مركز ابتكار أبوظبي التابع للشركة، وذلك على هامش معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك)، وفي نفس الوقت أبرمت جامعة خليفة عقداً مع سيمنس للطاقة لاستضافة المركز في حرمها وتوفير مساحة خاصة به.

ويعد مركز الابتكار واحداً من أربعة مراكز عالمية أنشأتها شركة سيمنس للطاقة في مدينة أورلاندو في الولايات المتحدة ومدينة شنزن في الصين ومدينة برلين في ألمانيا، ويسعى إلى الاستفادة من خبرات الشركة في تطوير تكنولوجيات الطاقة التي تمتاز بالاستدامة والفعالية والتكلفة الاقتصادية المنخفضة. حيث يتفرد كل مركز بالقدرات بما يلبي الاحتياجات الخاصة بكل منطقة والعملاء، في حين تعمل مراكز الابتكار جميعها على تزويد الشركة بالقدرة على تحسين سرعة وكفاءة نشر التكنولوجيا وتوجيه أولويات الابتكار بما يتناسب مع كل منطقة.

ويعتبر الابتكار عاملاً أساسياً في قطاع الطاقة، إذ تشير التقديرات إلى أن 45% من إجمالي وفورات تخفيض الانبعاثات في عام 2050 ستكون من التقنيات التي لم يتم اكتشافها بعد. وتركز سيمنس للطاقة على تغيير ذلك من خلال تحويل الأفكار إلى واقع ملموس وإنشاء منظومة عمل تزدهر من خلالها الابتكارات الجديدة بما يسرع من رحلة التحول إلى انبعاثات صفرية.