يعتمد التطبيق على تكنولوجيا التوأمة الرقمية ويساهم بتعزيز دور المرضى والأطباء في تحسين النتائج الصحية وحماية الأمهات في فترات الحمل
تطبيق "ماي توين" الجديد من جامعة خليفة يهدف إلى علاج مرض سكري الحمل

فازت باحثتان من جامعة خليفة بالمركز الثالث في مسابقة قوة التأثير 2023 لتطوير  تطبيق الهاتف الذكي "ماي توين"، حيث قامت كل من الدكتورة آمنة الشحي، الأستاذة المساعدة في الهندسة الطبية الحيوية وباحثة الدكتوراه شيرلين جيميما، بتصميم التطبيق وتطويره بهدف دعم السيدات الحوامل المصابات بداء سكري الحمل.

يعتبر مرض سكري الحمل مشكلة صحية عالمية تؤثر على المرأة الحامل من مختلف الأعراق والمناطق الجغرافية، على الرغم من وجود بعض الدراسات التي تشير إلى انتشار مرض سكري الحمل بشكل أكبر  بين السيدات في منطقة الشرق الأوسط. تحدث الإصابة بداء سكري الحمل تقريبًا في الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل نتيجة حدوث تغيرات هرمونية في جسم المرأة خلال تلك الفترة تؤثر على دور الجسم في التحكم في الأنسولين بشكل فعال، الأمر الذي قد يؤدي إلى ارتفاع في مستويات السكر في الدم وبالتالي التسبب بالضرر لكل من الأم والجنين.

وعلقت الدكتورة آمنة قائلة: "تواجه امرأة واحد من كل أربع نساء خطر الإصابة بسكري الحمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومن خلال تطبيق "ماي توين"، يمكن للسيدات الحوامل والأطباء التحكم بعلاج المرض والتأكد من سلامة صحة المولود وصحة الأم قبل الولادة وبعدها".

ويتطلب علاج سكري الحمل إجراء تغييرات في النظام الغذائي والقيام بالتمارين الرياضية بهدف ضبط مستويات السكر في الدم، كما يعتبر العلاج بالأدوية أمرًا ضروريًا في بعض الحالات. وفي سياق متصل، يتم فحص السيدات ومتابعتهن عن قرب طوال فترة الحمل، لأنه في حال عدم المراقبة وتقديم العلاج اللازم يمكن أن يساهم سكري الحمل في زيادة خطورة المضاعفات التي تتمثل بتسمم الحمل والولادة المبكرة والحاجة إلى الولادة القيصرية، كما يمكن إلى زيادة خطر احتمال الإصابة بالسكري من النوع الثاني في مرحلة لاحقة من حياة الأم والطفل.

وأضافت الدكتورة آمنة: "يتمتع الحل الذي ابتكرناه وهو تطبيق "ماي توين"، الذي يقوم على تكنولوجيا التوأمة الرقمية، بخصائص تمكّن الأطباء من التحكم بعلاج سكري الحمل وصنع قرارات أفضل قائمة على معلومات دقيقة حول عناية المريض. ويمكن التحكم بتكنولوجيا التوأمة الرقمية وضبطها بشكل خاص يتناسب مع كل مريض، وتوفر هذه التكنولوجيا نظام غذائي خاص وتوصيات بأسلوب الحياة الصحي يلائم المريضة مع المحافظة على الخصوصية من خلال التطبيق الموجود في الهاتف الذكي".

وتعد تكنولوجيا التوأمة الرقمية نسخًا رقمية افتراضية مطابقة لأجسام مادية وأنظمة وعمليات حقيقية تتيح المحاكاة والتحليل والتحسين. وتمثل التوأمة الرقمية في هذا الصدد نموذجًا طبيًا يتيح للأطباء التخطيط للعمليات والفحوصات وإجراء أفضل التشخيصات الطبية.

يتكون تطبيق "ماي توين" من مستشعرات قادرة على جمع البيانات المتعلقة بمستويات الغلوكوز عند المريضة والعلامات الحيوية ومعدل اللياقة لديها، ليتم بعد ذلك إنتاج صورة رمزية رقمية للجسم بشكل كامل من خلال التوأمة الرقمية ثم يتم تحليل البيانات بالاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. وتمثل التوأمة الرقمية للجسم بأكمله عمليات الأيض عند المريضة وتتيح عملية التنبؤ بالحالات الصحية مستقبلًا والإجراءات العلاجية المناسبة لها والتي تتضمن تغيير النظام الغذائي وممارسة الرياضة وتحسين عادات النوم، كما قد يتم اقتراح العلاج بالأدوية تحت إشراف الطبيب. وبعد الولادة، تتم مراقبة الحالة الصحية للأم لتفادي الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.  

وقالت الدكتورة آمنة: "تقوم تقنية التوأمة الرقمية للجسم بأكمله بتقديم ما تتعلمه من بيانات من المريض وهي مدربة على استخدام خوارزميات التعلم العميق مدى الحياة، حيث يجمع تطبيق ماي توين ما بين التدخل العلاجي القائم على البيانات والإشراف الطبي من جهة، والدعم المجتمعي من الأهل والمتخصصين في التعليم الصحي من جهة أخرى لضمان سلامة صحة السيدات والأجيال القادمة".

وتحظى التوأمة الرقمية بقدرة على تحسين مستوى الدقة والفعالية في مجال التشخيص الطبي والعلاجات والإجراءات الطبية، مما يساهم في تحسين النتائج بالنسبة للمريض والحد من تكاليف الرعاية الصحية. ولكن، لا تزال هناك بعض التحديات التي يجب  التصدي لها لأن هذه التكنولوجيا جديدة، ومن هذه التحديات خصوصية البيانات والأمن. وقد لاحظت الباحثتان تردد بعض الأطباء والمرضى لاستخدام هذه التكنولوجيا، الأمر الذي تطلب من الباحثتان إجراء المحاضرات وتوفير المعلومات التقنية لتوضيح آلية عمل النموذج وتوخي أقصى درجات الحذر في تشفير بيانات المرضى وحمايتها وضمان الخصوصية.

وأضافت الدكتورة آمنة: "تم التوسع في نشر تكنولوجيا التوأمة الرقمية في مجال تحسين الصحة وهزيمة المرض لدى مرضى السكري. لذلك، سيساهم ابتكارنا في تغيير النتائج الصحية المتعلقة بصحة الأم والجنين وبالتالي الحصول على مجتمعات تنعم بصحة أفضل".