تمكنت رائدة الأعمال من الانتقال ببحثها إلى السوق من خلال الدعم الصحيح واللازم لمواصلة مسيرتها
خريجة من جامعة خليفة تساهم في تطوير الأعمال التجارية

تعتبر سلوى الزحمي مؤسِّسة للشركة التكنولوجة الناشئة إس بي إل المحدودة والعالمة الحائزة على العديد من الجوائز  في المجالات البحثية والحاصلة على مجموعة من براءات الاختراع. فبعد أن حصلت سلوى على درجة الماجستير في الهندسة الكهربائية والكمبيوتر من جامعة خليفة في العام 2014، تولت ريادة مجموعة هندسة البرمجيات البحثية في مركز الإمارات للابتكار في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات "إبتيك"، وهو المركز الذي تأسس بالتعاون بين كل من مؤسسة اتصالات وشركة الاتصالات البريطانية وجامعة خليفة وبدعم من صندوق قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وفي هذا المقال، تشارك سلوى قصتها التي بدأتها بقفزة من كونها باحثة إلى أن أصبحت رائدة في مجال الأعمال، إضافة للتحديات التي واجهتها خلال مرحلة الانتقال بعملها البحثي إلى السوق.

دور الشغف والإرادة في تحفيز الطاقات واستثمارها في حل المشكلات

كنت أسعى دائمًا إلى صنع منتجاتي بنفسي وأحاول مواكبة الاتجاهات الجديدة لقطاعات السوق في مجال التكنولوجيا، خاصة تقنيات التحكم بالبرمجيات والأنظمة الذكية وحوسبة السحب، كما شاركت بعدد من المشاريع البحثية خلال فترة دراستي وحصلت على جائزة تحدي الإمارات لتكنولوجيا المعلومات لأفضل التطبيقات التعليمية وجائزة أفضل طلبة الماجستير في جامعة خليفة وجائزة جامعة خليفة للتميز  البحثي.

وبعد أن أتممت دراستي، انضممت إلى سوق العمل حيث بدأت كمهندسة برمجيات لشركة ناشئة أقوم بإدارة أنظمة البرمجيات فيها، وقد ساهم عملي في الشركات الصغيرة المتخصصة في تطوير المشاريع وتقديمها للشركات الحكومية وتحظى بخطط تطوير تمكنت من خلالها بالحصول على مجموعة كبيرة من الخبرات العملية ذات الصلة.

تبدأ رحلة النجاح أحيانًا من خلال الفرص الفريدة التي تُكتسب خلال المرحلة المهنية المبكرة والطموح الذي يُحفزك

واجهت العديد من القيود والتحديات في العمليات التكنولوجية والمعلوماتية خلال محاولاتي لحفظ الأنظمة البرمجية خارجية المصدر والبرمجيات القديمة، وهو ما منحني مزايا فريدة من نوعها تتمثل في فهم الفجوات والفرص المتوفرة في أنظمة تكنولوجيا المعلومات في الوقت الحالي. لذلك، كنت واثقة من مهاراتي التي استثمرتها في مشروعي البحثي (إس بي إل)، حيث استفدت من مخرجات بحثي في مركز الإمارات للابتكار  في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات "إبتيك" في جامعة خليفة من خلال تطوير منتج أصبح أساسًا لمشروعي التجاري.

كان فضولي في الانخراط في المجال التجاري يراودني منذ أن كنت باحثة، نظرًا لانسجامه بشكل كبير مع هدفي في دعم وتطوير  اقتصاد المعرفة في دولة الإمارات، حيث شكلت رؤية الدولة المستقبلية لدعم توفير الخدمات الحكومية الذكية وحلول الأنظمة الذكية والتحليل المتقدم للبيانات وغيرها من تكنولوجيات المستقبل حافزًا بالنسبة لي لإضافة المزيد من الجهود لبناء شركتي. ولهذا، تتماشى هذه الابتكارات التكنولوجية المصنوعة محليًا بشكل واضح مع أولويات عمليات التطوير الاقتصادي في الدولة.

تغيير طريقة النظر إلى الأمور ودوره الهام في تعزيز ريادة الأعمال

واجهت عددًا من التحديات عند انضمامي لمجال الأعمال، ففي حين اعتمد رواد الأعمال الآخرين على بيانات غير متكاملة في عمليات صنع القرار كالشروع بتأسيس شركة مثلًا، والذي يعتبر مجازفة في هذا المجال خاصة عند تقديم تكنولوجيا حديثة في السوق التجاري، قمتُ بدوري بالاستعانة ببيانات متكاملة في عمليات صنع القرار عندما أدخلت تكنولوجيا (إس بي إل) الحديثة  إلى السوق. وفي هذا الإطار، استعنت بالفهم الأساسي للجوانب المالية الأساسية المرتبطة بقطاع الأعمال والمواضيع القانونية التي تشمل العقود والمسؤولية القانونية والملكية الفكرية. وقد ساهمت مهاراتي التي اكتسبتها كباحثة في الاطّلاع على طريق ريادة الأعمال بشكل أسرع، كما ساهمت الخلفية الهندسية التكنولوجية في تعلمي كيفية وضع أفكاري وتركيزها في مجال الأعمال، وهو ما اعتبرته الجانب الأكثر تحديًا، لا سيما وأنه تطلب مني تعلم طريقة شرح مشروعي للعملاء والمستثمرين وطريقة التعريف بمنتجي وخصائصه الفريدة التي تميزه ليأخذ مكانه في السوق.

معالجة التحديات العالمية من خلال الريادة التكنولوجية في مجال الأعمال

تعتبر دولة الإمارات رائدة عالميًا في المجال الرقمي، ويُعزى ذلك بشكل كبير  إلى دعم المؤسسات المحلية للانتقال للخدمات السحابية ودمج النماذج التكنولوجية الجديدة والسريعة وأتمتة قطاع الأعمال وتطويره. ولأن هذه التكنولوجيات تتطلب كمًا هائلًا من الطاقة الحوسبية وسعات كبيرة للحفظ، فإن الحوسبة السحابية هي الحل الأمثل. تم تأسيس مشروعي (إس بي إل) ليُسرِّ ع عمليات نقل الأنطمة البرمجية إلى السحب، حيث أن هذه العملية تتطلب وقتًا طويلًا والعديد من المصادر في المنهجيات اليدوية التقليدية. ويعتبر  تحديث البرمجيات في جميع  أنحاء الشركة تحديًا بارزًا نظرًا لنقص الوثائق والتوجيه الفعال، إضافة إلى أن الشركات التي عملت معها تفتقر  إلى المصادر والمهارات اللازمة لتطوير تطبيقات المؤسسة. وتسعى حلول شركة (إس بي إل) إلى الحد من تكلفة النقل إلى السحب بنسبة تصل إلى %30، وهو ما يمثل الأدوات الأولى من نوعها القادرة على توفير نموذج للأنظمة الذكية يساهم في تعريف رموز النظام وتركيبها ونقلها إلى السحب، إضافة  لمساهمة تلك الأدوات في تنفيذ الخدمات الدقيقة. وتقوم شركة (إس بي إل) كذلك برسم خريطة متكاملة للهيكل الهندسي الخاص برموز البرمجيات خلال ساعات قليلة تتمثل بوقت التشغيل وتحليل الرموز الثابتة والتي تُدار  بأنظمة ذكية متطورة وتكنولوجيات الأتمتة، كما تساهم الشركة في تخفيض قيمة التكاليف اللازمة لإعادة هندسة وتصميم التطبيقات الموحدة بنسبة تصل إلى %30 وتحويلها  إلى تصميم هندسي سحابي.

الحصول على الدعم المحلي المناسب للبدء بإطلاق المشروع

قدم كل من جامعة خليفة ومركز "إبتيك" ومركز خليفة للابتكار الدعم لي طوال مسيرتي في هذا المجال، حيث توصلت جامعة خليفة في مرحلة مبكرة إلى أهمية الجمع بين القطاعين الصناعي والأكاديمي على الصعيد البحثي بهدف تسريع عمليات الابتكار في دولة الإمارات. وخير مثال على ذلك مركز  "إبتيك" حيث تمت ولادة مشروع شركة (إس بي إل)، فقد وفر  لي مركز  إبتيك المنصة المناسبة والبنية التحتية اللازمة لوضع أساسيات المشروع البحثي ونمذجة حلولي وإنتاجها بالتعاون مع شركاء صناعيين رياديين، كما تلقيت من المركز  دعمًا ماليًا إضافيًا لتطوير  منتجات شركتي. وفي إطار ذلك، تمكنت من تشكيل فريقي المتميز والذي يضم الدكتور كورادو  ميو  وأحمد سليمان والدكتور سِد شاكيا والدكتور إيفان بويد الذين قدموا لي الدعم خلال رحلتي هذه، إلى جانب الدعم الذي تلقيته من إدارة مركز "إبتيك"، على رأسهم الدكتور نواف الموسى. ويسعى مركز "إبتيك" بشكل فعال إلى تطوير  مهاراتي في مجال ريادة الأعمال ومنحي الفرصة للعمل عن كثب في مؤسسة استشارية دولية لمدة ثلاثة أشهر  لأتمكن من تأسيس شركتي (إس بي إل).

الحصول على الدعم المحلي المناسب لتسريع تأسيس الشركة الناشئة

يُعد مركز خليفة للابتكار مركزًا فريدًا من نوعه في دولة الإمارات، حيث يركز  على المشاريع الناشئة ذات التكنولوجيات العميقة والناتجة عن المشاريع البحثية الناجحة التي يتم إجراؤها في الجامعات والمراكز البحثية المحلية. ويدعم المركز  عمليات الابتكار واقتصاد المعرفة في الدولة، كما وضع برنامج احتضان المشاريع خطوات رئيسة وواضحة لتطوير مشروعي التجاري من مختلف النواحي.

يُعتبر التحول الرقمي واقعًا حقيقيًا لا مفر منه بالنسبة للشركات. لذلك، تسعى شركة إس بي إل للتغلب على جميع التحديات المرتبطة بتحديث البرمجيات القديمة والانتقال بالشركات للخدمات السحابية.