تستخدم المبادرة التكنولوجيا المتقدمة لإحداث نقلة نوعية في مجال رعاية مرضى التهاب المفاصل الصدفي 
الذكاء الاصطناعي والتطبيقات والتهاب المفاصل: قفزة نوعية رقمية في مجال رعاية مرضى الصدفية  

يرتبط التهاب المفاصل الصدفي بالصدفية، وهو مرض التهابي مزمن يؤثر على ملايين الأشخاص على مستوى العالم، كما أنّه لا يظهر غالبًا في التشخيص المبكر، حيث تعتمد الأساليب التقليدية بصورة كبيرة على الفحوصات والصور الطبية، وهي طرق تفتقر إلى الدقة وغير متاحة بما يكفي لتُمكّن من التدخل في الوقت المناسب. لذا، تهدف مبادرة بحثية أوروبية بقيادة البروفيسور ليونتيوس هادجيلونتياديس، إلى سد هذه الفجوة باستخدام أدوات صحية رقمية والذكاء الاصطناعي. 

 

تُعتبر مبادرة "آي بروبليبسيس"، مشروعًا متعدد الجنسيات تموّله المبادرة البحثية الأوروبية "هورّايزن أوروبا"، وهي تهدف إلى رسم خريطة لرحلة انتقال الفرد من كونه صحيحًا إلى إصابته بمرض الصدفية والتنبؤ بمن هم عرضة للخطر وتوجيه المرضى والأطباء من خلال مسارات الرعاية الشخصية. ويدمج "آي بروبليبسيس" الدراسات الاسترجاعية والبيانات من العالم الحقيقي والتجارب السريرية الجارية، على عكس الجهود الرقمية السابقة التي ركزت في الغالب على التهاب المفاصل الروماتويدي أو مصادر البيانات المعزولة، حيث تتنوع البيانات لتشمل مقاطع فيديو الهواتف الذكية والعادات المتعلّقة بالكتابة وخصائص الميكروبات المعوية وأنماط النوم، وهي تغذّي نماذج الذكاء الاصطناعي القابلة للتفسير لإنشاء تقييمات فردية للمخاطر واقتراحاتٍ للعلاج.   

 

يربط تطبيق "آي بروبليبسيس" المرضى مع علاجهم، وهو يعمل كدفتر مذكراتٍ للمريض ولوحة تحكّم علاجية، كما أنّه يدمج البيانات المتعلّقة بالنشاط البدني والنتائج التي تحرزها حركات المفاصل والإشارات الدالّة على الالتهاب والنتائج التي أبلغ عنها المريض. إضافةً لذلك، يتلقى المرضى توصيات شخصية حول أسلوب الحياة، ويمكن للأطباء رؤية التوقعات المتعلّقة بنشاط المرض بصورة فورية والتي تسهم في دعم القرارات العلاجية. وتشمل الأدوات الإضافية مجموعة ألعاب تعمل بالذكاء الاصطناعي لتعزيز الحركة والسلامة العقلية وتطبيق العلاج الذي يستخدم لحنًا تسمعه كل أذن بصورة مخصّصة لها، مصمّم لتحسين النوم وتقليل الألم. 

 

من جهته قال البروفيسور ليونتيوس: "نهدف من خلال تطبيق "آي بروبليبسيس"، إلى الانتقال من العلاج التفاعلي إلى الوقاية الاستباقية، باستخدام الذكاء الاصطناعي القابل للتفسير والأدوات الرقمية لتمكين كلٍّ من المرضى والأطباء، وتعكس هذه المبادرة تحولًا أوسع نحو "الطب التنبّؤي والوقائي والشخصي والتشاركي"، فقد تسهم في وضع معيار جديد في مجال الروماتيزم الرقمي، ليس فقط فيما يتعلّق بالتهاب المفاصل الصدفي ولكن الأمراض المزمنة المعقدة الأخرى أيضًا". 

 

ويشمل مشروع "آي بروبليبسيس" اللوحات الخاصة بالمرضى ويهدف إلى ضمان قابلية التطبيق على أرض الواقع وإرضاء المستخدمين، كما يهدف الفريق بحلول عام 2027، إلى اختبار الأدوات التي طُوِّرت من خلال اختبارها على مجموعات كبيرة من المشاركين في اليونان والمملكة المتحدة والبرتغال وهولندا.