حققت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا إنجازًا تاريخيًا على مستوى منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، حيث أنشأت فريق بحثي مشترك ضم أعضاءً من مركز البحوث والابتكار في الغرافين والمواد ثنائية الأبعاد ومركز جامعة خليفة للابتكار وتكنولوجيا الفضاء، بالتعاون مع جامعة بروكسل الحرة للمرة الأولى خليجيًا بهدف القيام بالتجارب على متن الرحلة شبه المدارية رقم 86 والتي ستجريها وكالة الفضاء الأوروبية في مايو 2025. تعتبر مشاركة الفريق في هذه الرحلة أول تعاونٍ بحثي في بيئة منعدمة الجاذبية بين المؤسسات الأوروبية ودول مجلس التعاون الخليجي.
يقوم الفريق البحثي، الذي يضم أعضاء من الهيئة الأكاديمية وطالبًا من جامعة خليفة، حاليًا باختبار المواد المعزّزة بالغرافين في التطبيقات الفضائية تحت ظروفٍ فعلية لانعدام الجاذبية خلال الرحلة شبه المدارية، وهي رحلات جوية قصيرة تنعدم فيها الجاذبية من خلال اتباع مسارٍ بزوايا معينة، ويقود الدكتور يارجان عبد الصمد، الأستاذ المساعد في قسم هندسة الطيران والفضاء، الفريق البحثي من جامعة خليفة والذي قام بدايةً بالإعداد للتجربة في مركز البحوث والهندسة في تكنولوجيات الفضاء في جامعة بروكسل الحرة قبل السفر إلى بوردو في فرنسا للانطلاق في الرحلة شبه المدارية. وزار الدكتور يارجان والبروفيسور شون سوي مركز البحوث والهندسة في تكنولوجيات الفضاء في جامعة بروكسل الحرة، برفقة باحثين، تحت إشراف الدكتور كارلو لوريو، لاستكمال إجراءات الرحلة ومتطلبات التجربة.
شمل التعاون تدريبًا عمليًّا لإعداد التجربة وتنفيذها تمهيدًا للرحلة شبه المدارية، كما ساهم مركز البحوث والهندسة في تكنولوجيات الفضاء في جامعة بروكسل الحرة، بتقديم الدعم لأعضاء الفريق البحثي وتوفير جميع المعدات والخدمات اللازمة للتعاون العلمي والإعداد للتجارب.
من جهته، قال سعادة حميد الشمري، نائب رئيس مجلس أمناء جامعة خليفة: "نعتز بهذا الإنجاز الذي يعد مصدر فخر لجامعة خليفة ودولة الإمارات والمنطقة ككل، حيث يؤكد هذا المشروع التجريبي حرصنا على النهوض بمجال هندسة الطيران والفضاء ويسلّط الضوء على التطوّرات المتعلّقة بالغرافين في مركز البحوث والابتكار في الغرافين والمواد ثنائية الأبعاد. إضافة لذلك، ستُوسع هذه الخطوة آفاق أعضاء الهيئة الأكاديمية والطلبة من خلال إتاحة فرصة متميّزة لاختبار المواد المعززة بالغرافين في التطبيقات الفضائية، وتمثّل هذه المبادرة خطوة هامة في تعاوننا مع وكالات الفضاء الدولية والمؤسسات الأكاديمية العالمية، كما تدل على إمكانات هذه المواد في مجال استكشاف الفضاء."
وقال الدكتور كارلو يوريو، المدير المشارك في مركز البحوث والهندسة في تكنولوجيات الفضاء في جامعة بروكسل الحرة: "تمثّل حملة الطيران المكافئ هذه خطوة مهمة لتعزيز التعاون بين معهدنا وجامعة خليفة ومركز البحوث والابتكار في الغرافين والمواد ثنائية الأبعاد، كما يسعدني أن أساهم في تحفيز الباحثين الشباب المشاركين في هذه الرحلة نحو النجاح وتحقيق أهدافٍ أكبر، وأيضًا تحفيز من سينضم لاحقًا إلى هذا التعاون، لا سيما أن طموحاتهم أصبحت بلا حدود".
وتتولى وكالة الفضاء الأوروبية مهام التجارب التي ستُجرى خلال الرحلة والدعم الذي ستحصل عليه من الأرض كجزء من رحلاتها الجوية شبه المدارية المنتظمة، ويُتوقّع أن تفضي التجارب ونتائج هذا المشروع إلى منشورات بحثية من شأنها أن تُسهم في إثراء المجتمع العلمي. ويركز المشروع على الغرافين المحفّز بواسطة الليزر والناتج عن مشروع التصنيع التجريبي المشترك بعنوان، "الدفع الضوئي للمواد الفضائية المبتكرة القائمة على الغرافين"، في جامعة خليفة، وسيشارك الباحثون في التجربة التي ستؤدي إلى جمع بيانات تجريبية حاسمة.