يمكن للمصادر البديلة توفير نسبة تصل إلى 62% من الاحتياجات الإجمالية المتعلقة بالمواد الخام في القطاع الكيميائي بحلول عام 2050
باحثون من جامعة خليفة يكشفون عن طريقة الاستفادة من الوقود الأُحفوري في مجالات بعيدة عن الاحتراق وأثر ذلك في استراتيجيات المناخ

قام فريق من الباحثين في جامعة خليفة بدراسة جديدة أظهرت أن التغيرات الكبيرة في المواد الخام المُستَخَدَمَة لإنتاج الطاقة يمكن أن تقلل من الاعتماد العالمي على الوقود الأُحفوري بنسبة تبلغ حوالي 60% بحلول عام 2050، ما يتيح المزيد من الفرص لتحقيق مستقبل مستدام في قطاع الطاقة. 

نُشِرَت هذه الدراسة في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز" وركزت على طرق الاستفادة من الوقود الأُحفوري في قطاعات أخرى بعيدة عن قطاع الطاقة، وبشكل خاص في قطاع الصناعات الكيميائية، حيث قام نموذج عالمي متكامل للتقييم بتحليل سيناريوهات مناخية متنوعة وإظهار قدرة المصادر البديلة على توفير نسبة تصل إلى 62% من الاحتياجات الإجمالية المتعلقة بالمواد الخام في القطاع الكيميائي بحلول عام 2050،  من خلال ارتفاع كبير في استخدام الكتلة الحيوية وتكنولوجيات احتجاز الكربون. 

قدّرت الدراسة، المعنونة بـ "الاستخدامات غير الطاقية التي لم يتم التطرق لها في الصناعة الكيميائية قد تعيق جهود التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري"، أن حوالي 13% من الوقود الأُحفوري على مستوى العالم يُستَخدَم لأغراض بعيدة عن الاحتراق وبشكل خاص تتم الاستفادة منه كمواد خام في عملية إنتاج المواد الكيميائية عالية القيمة.  

شمل الفريق البحثي الذي أجرى الدراسة الدكتور بيدرو روا رودريغيز روتشيدو، أستاذ مساعد في علم الإدارة والهندسة ومركز البحوث والابتكار في الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون في جامعة خليفة، إضافةً إلى الدكتورة ماريان زانون- زوتين والدكتور لويس برناردو بابتيستا والدكتورة ريبيكا درايغر والدكتور ألكسندر سكلو والدكتور روبِرتو شايفر، من الجامعة الاتحادية في ريو دي جانيرو في البرازيل. 

وفي هذا الصدد، يجب أن يتوفر عنصر المرونة في القطاع الكيميائي ليتمكن من مواصلة توريد المواد الأساسية للقطاعات الصناعية المتنوعة، والتي تشمل تكنولوجيات الطاقة المتجددة، في ظل تراجع الطلب على الوقود الأُحفوري في أنظمة الطاقة.  

وتسلط الدراسة الضوء على ثلاثة اتجاهات في قطاع التكرير، وهو القطاع الذي يُتوَقَّع أن يصبح أكثر كفاءة وتطورًا على الصعيد التكنولوجي بسبب السياسات البيئية أكثر شدة، حيث ستنخفض السعة الإجمالية لمصافي التكرير بمرور الوقت وبالتالي يقل إنتاج النفط، في الوقت الذي ستستخدم المصافي الجديدة تكنولوجيا متطورة تتيح لها معالجة أنماط متنوعة من النفط على نحو أكثر كفاءة. وعلى الرغم من تراجع الإنتاج الكُلي للمواد الكيميائية من المصافي، ستصبح المصافي المتبقية أكثر تكاملية مع إنتاج البتروكيماويات.  

ويوصي الباحثون صناع القرار التركيز على أوجه الترابط المعقدة بين الطاقة وإنتاج المواد الخام عند صياغة الاستراتيجيات المناخية. 

قال الدكتور بيدرو روتشيدو: "يلعب القطاع الكيميائي دورًا مزدوجًا، حيث يسهم في الانبعاثات الكربونية بشكل كبير ويتمتع بإمكانية دعم الاستراتيجيات الشاملة التي تهدف إلى التخلص من الكربون في نفس الوقت. ويمكن للقطاع أن يؤدي دورًا محوريَّا في التخفيف من حدة التغير المناخي من خلال اعتماد تكنولوجيات مُبتَكَرَة وممارسات مستدامة. وتشير نتائج الدراسة التي أجريناها إلى أن وضع سيناريوهات أكثر حزمًا على الكتلة الحيوية عالميَّا واستخدام سياسات الاحتفاظ بالكربون وتخزينه وتخزين الكربون الحيوي، يتطلب تدابير مناخية عاجلةً وواسعة النطاق. إضافةً لذلك، تسلط هذه الدراسة الضوء على الجانب الذي يتم تجاهله في معظم الأحيان بالنسبة لاستخدامات الوقود الأحفوري، كما توفر خطةً لتدابير العمل المناخي مستقبلًا تشمل جميع الاعتبارات المتعلقة بالطاقة والمواد".