يتصدّى البحث إلى مشكلة التلوث البلاستيكي ويتماشى أيضًا مع أهداف دولة الإمارات للتخلص من 75% من النفايات في مكبات النفايات
حل تكنولوجي جديد قد يُحدث نقلة نوعية في مجال إعادة التدوير والإدارة المستدامة للنفايات باستخدام ذكاء الآلة

طور فريق من الباحثين بإشراف الدكتور خالد عسكر، الأستاذ المساعد في قسم الهندسة الميكانيكية في جامعة خليفة، بالتعاون مع شركة سايكلد تكنولوجيز، المتخصصة في تكنولوجيا إعادة التدوير في منطقة الشرق الأوسط، حلًا تكنولوجيًا جديدًا لفرز النفايات بناء على الخصائص الفعلية لمخلفات المواد المستهلَكة بدلًا من الاعتماد فقط على الاختلافات البصرية بالاستعانة بذكاء الآلة.

 

يهدف المشروع البحثي، والذي يعتبر خطوة جديدة في إطار مكافحة التلوث البلاستيكي وتعزيز الاستدامة، إلى تغيير نموذج إدارة النفايات بشكل دائري للتصدي لأحد أكثر التحديات إلحاحًا في العالم وهو التلوث البلاستيكي، الذي يُمثل مصدرًا لقضية بيئية حظيت باهتمام كبير في مؤتمر الأطراف (كوب 28) الذي عُقد في دولة الإمارات.

 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور خالد: "يساهم المشروع في تحفيز المجتمع على إعادة التدوير من خلال إيجاد قيمة من النفايات بشكل يحد من التكاليف والآثار البيئية المرتبطة بتنفيذ ممارسات إدارة النفايات بشكل دائري، كما يتماشى هذا المشروع مع أهداف دولة الإمارات الطموحة للتخلص من 75% من النفايات في مكبات النفايات، حيث يمثل عامل تمكين حاسم لهذا الهدف البيئي. وتُعتبر زيادة إمكانية التتبع الفوري لمخلفات المواد المُستهلَكة، من المزايا الرئيسة الأخرى للمشروع البحثي، الأمر الذي يمهد الطريق لقطاع صناعي رقمي بالكامل وأكثر ذكاءً لإدارة النفايات.”

 

يسعى الدكتور خالد من خلال التعاون مع أيولا بريمو، المؤسس المشارك ومدير العمليات في سايكلد تكنولوجيز، وشيا يون لاي، مساعد بحوث في قسم علوم وهندسة المواد، إلى توسيع قدرة التكنولوجيا الحالية لفرز النفايات في قطاع إعادة تدوير البلاستيك من خلال الاستفادة من قوة خوارزميات الأنظمة الذكية القائمة على الشبكة العصبية الملتفة، حيث تعالج هذه التكنولوجيا الجديدة بيانات التوصيف لتحديد بداية تلوث أسطح المواد البلاستيكية والكشف عنها.

 

من جهته، قال أيولا بريمو: "يسعدنا أن نتعاون مع جامعة خليفة لتغيير الطريقة التي نتعامل بها مع إعادة التدوير والمساهمة في بناء مستقبل أكثر استدامة انطلاقًا من رؤيتنا لإنشاء قطاع أكثر ذكاء ومسؤولية من الناحية البيئية لإدارة النفايات، حيث يعزز هذا التعاون البحثي ثقافة الابتكار والتقدم التكنولوجي ويظهر حرصنا على تقديم الحلول المستدامة والسعي نحو النمو الاقتصادي والتصدي لأزمة التلوث البلاستيكي، كما يعزز ممارسات الإدارة المستدامة للنفايات، ما يمثل خطوة هامة إلى الأمام في المشهد البيئي والاقتصادي في المنطقة."

 

ويتضمن المشروع نموذجًا أوليًا موجودًا في المحطة الميدانية لمعهد مصدر، وهي منشأة بحثية تابعة لجامعة خليفة، حيث يستخدم هذا النموذج الأولي فتحة تهوية لسحب النفايات التي تُنقل بعد ذلك عبر حزام ناقل للضغط، ثم تلتقط الأنظمة الذكية المدمجة في النموذج الأولي صورًا مفصلة لخصائص البلاستيك، ما يُمكّن النظام الذكي من معرفة نوع البلاستيك الموجود في النفايات وتحديده. 

 

تمتلك عملية الفرز والتصنيف المتقدمة للنموذج الأولي القدرة على توفير معلومات قيّمة للقطاعات الصناعية المعنية بإعادة تدوير البلاستيك وإعادة استخدامه، ومع استمرار تدريب النظام الذكي لنفسه، يمكن للبحوث أيضًا أن تسهم في تحديد المواد الأخرى غير البلاستيك، كما أن قابلية النقل قد لا تشكل تحديًا، حيث يتوقع فريق الدكتور خالد أن الحجم الكبير لتكنولوجيا الفرز سيسهل جمع كميات كبيرة من النفايات البلاستيكية.

 

تمتد الآثار المترتبة على هذا المشروع البحثي إلى ما هو أبعد من إدارة النفايات، فهي تتماشى مع الرؤية الاقتصادية 2030 لإمارة أبوظبي المعنية بتنوع الاقتصاد والتي تهدف إلى سد الفجوة بين الأوساط الأكاديمية والصناعية وتعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز للتكنولوجيا المتطورة للمبتكرين.

 

ترجمة: مريم ماضي