حققوا انخفاضًا بالتكاليف وارتفاعًا بمستوى خدمة العملاء في عمليات الطلب الإلكتروني والمباشر من المحال التجارية
باحثة من جامعة خليفة بالتعاون مع باحثين دوليين يبتكرون خوارزمية جديدة لتحسين إدارة المخزون وتحقيق الرضا في البيع متعدد القنوات

شهدت عمليات البيع الإلكترونية في ظل جائحة كوفيد-19 ما نسبته % 19.6 زيادة عن العام 2021، حيث يتوقع الخبراء ارتفاع هذه النسبة في ظل التسوق الإلكتروني الذي سيصل إلى نسبة 24.5% بحلول العام 2025. في حين تشهد المحال التجارية تراجعًا ملحوظًا في نسب مبيعاتها نتيجة توجه تجار التجزئة إلى استراتيجية البيع متعدد القنوات.

وفي هذا الإطار، قامت الدكتورة أدريانا غابور، الأستاذة المشاركة في قسم الرياضيات في جامعة خليفة، إلى جانب باحثين من جامعة آيندهوفن للتكنولوجيا في هولندا، بدراسة مسألة تحسين  إدارة المخزون لدى بائع التجزئة الذي يواجه مشكلة التوزيع العشوائي في الطلب على البضائع ما بين البيع الإلكتروني والبيع من خلال المحلات التجارية. واقترح الباحثون أسلوبًا لتحسين العشوائية يتكون من مرحلتين وصمموا خوارزمية لتحقيق الديناميكية والحد من تكاليف محلات البيع بالتجزئة، كما قاموا بنشر نتائج دراستهم في المجلة الدولية "كومبيوترز آند إنداستريال إنجنييرنغ" التي تساهم بنشر البحوث المتمركزة حول دور المنهجيات الحوسبية المتطورة في إيجاد الحلول لمشكلات الهندسة الصناعية.

قالت الدكتورة أدريانا: "قامت محلات البيع التجارية التقليدية، كأسواق وول مارت وتارجت اللذين اعتادا على البيع من خلال محالهم، بتوسيع نطاق البيع ليشمل البيع الإلكتروني بهدف توفير مجموعة أكبر من المنتجات لعملائهم وإتاحة إمكانية التسوق من منازلهم. ومن جهة أخرى، قامت شركات التجارة الإلكترونية الكبيرة كشركة أمازون وجوجل مؤخرًا بشراء مجموعة من المحال التجارية لتوفر لعملائها فرصة تجربة منتاجها قبل شرائها. وبذلك، نلاحظ أن هذه الشركات التجارية تعتمد على مجموعة متنوعة من القنوات لتلبية طلبات عملائها، إضافة لتخصيص مراكز  تتيح إمكانية حصول المستهلك على السلع وإرسالها إليه بشكل مباشر".

تعتبر تلبية طلبات المستهلك من خلال البيع متعدد القنوات أمرًا في غاية التعقيد، حيث علقت الدكتورة أندريا على ذلك قائلة: "يعتبر دمج المخزون، أي الجمع ما بين عملاء الشراء عبر الإنترنت والشراء من محلات البيع التجارية، وصياغة القرارات التي تحد من التكاليف أمرًا صعبًا للغاية ومصوحبًا بالعديد من المشكلات العملية".

قرر الفريق البحثي التصدي لمشكلة تحقيق المصلحة المشتركة وتحسين إدارة المخزون التي بدأت تتكشف في العام 2021 عندما ظهر البيع متعدد القنوات الذي سهل وجود مجموعة من الطرق التي تلبي طلبات المستهلك الإلكترونية والمباشرة عبر محلات البيع. ويكمن الهدف هنا في تحديد المخزون الأولي في كل موقع ولفترات زمنية محددة وتصميم استراتيجية تساهم في الحد من مجموع التكاليف المتوقعة التي تقع على عاتق تجار البيع بالتجزئة والتي تشمل النفقات والغرامات وتكاليف النقل.

وأضافت الدكتورة أدريانا: "تعد هذه المشكلة صعبة من الناحية الرياضية، فعلى الرغم من أن الدمج ما بين الديناميكية وإدارة المخزون يساهم في الحد من التكاليف بشكل ملحوظ، إلا أنه يفاقم من مشكلة تحقيق المصلحة المشتركة نتيجة عدم التأكد من الطلبات التي يمكن تلبيتها من مواقع مختلفة".

ونظرًا لعدم التيقن من عمليات الطلب، تطرق الفريق البحثي لحل المشكلة من خلال استراتيجية تحسين إدارة المخزون العشوائي المكونة من مرحلتين والتي تتيح للباحثين تحديد المخزون الأولي في المرحلة الأولى وإيجاد سياسة تلبية الطلبات في المرحلة الثانية.

توصل الفريق البحثي إلى طريقة جديدة للتقليل من مشكلة العبء الحوسبي المتمثل في التعامل مع عدد كبير من السيناريوهات في مشكلة تحسين إدارة المخزون، وتقوم هذه الطريقة على مجموعة من السيناريوهات القائمة على مقاييس محددة مسبقًا باستخدام البرمجة الخطية وتقنية "تورنغ و غود".

قالت الدكتورة أندريا: "تتميز طريقتنا في أنها لا تتطلب تحديد عدد السيناريوهات اللازمة بصورة مسبقة، وإنما تساهم الخوارزمية التي طورناها في الحد من التكاليف بمعدل 11.81% مقارنة بالأساليب الأخرى. وعلى المدى البعيد، قد تصل نسبة الحلول المثلى المحققة بواسطة هذه الخوارزمية إلى أقل من 3.93%".

ومن منظور إداري، أظهرت الخوارزمية التي ابتكرها الفريق أن تكاليف تلبية طلبات العملاء تشكل جزءًا أساسيًا على المدى القصير من مجموع قيمة التكاليف، الأمر الذي يستدعي تركيز  أصحاب المحلات التجارية على تحقيق مخزون كاف لما له من أثر في التقليل من احتمالية عدم وصول السلع إلى مسافات بعيدة. ومن ناحية أخرى، تعتبر تكاليف المخزون وتكاليف تلبية الطلبات أمران في غاية الأهمية على المدى البعيد، وهو ما يحتم على البائعين ضرورة تحقيق التوازن ما بين التكلفتين.

ويمكن أن تنخفض تكاليف المخزون، عند زيادة نسبة العملاء في التسوق الإلكتروني، من خلال توزيع المخزون في مختلف المحلات التجارية، حيث يجب مراعاة العلاقة ما بين طلبات الشراء الإلكترونية وطلبات الشراء المباشر من المحال التجارية وأخذها بعين الاعتبار عند صنع القرارات المتعلقة بإدارة تحسين المخزون التجاري في مجالات البيع متعدد القنوات.

قالت الدكتور أندريا: "نسعى إلى تطوير الخوارزمية وتوسيع نطاق الاستفادة منها لتشمل عدد كبير من المواقع، كما سنركز في بحثنا القادم على دراسة آلية استخدام السيناريو الذي اقترحناه في مجال حل المشكلات المتعلقة بالتوزيع العشوائي للمخزون".