تعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها على نطاق أوسع ليشمل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
باحثون من جامعة خليفة وآخرون من داخل الدولة يساهمون في تحديد مدى فعالية لقاح سينوفارم في أبوظبي

تعد اللقاحات واحدة من أكثر الإجراءات الاحترازية الاقتصادية الفعالة للصحة العامة، حيث ساهمت في حماية ملايين حياة ملايين الأفراد في كل عام وتمكنت من الحد من انتشار فيروس كوفيد-19 الذي تسبب بوفاة ما يزيد عن 6 ملايين شخص عالميًا وأحدث ضررًا كبيرًا في الاقتصادات العالمية وتغيرًا ملحوظًا في الحياة اليومية في عام 2020.

سارعت دولة الإمارات بدورها في مجال اللقاحات من خلال البدء بتجارب المرحلة الثالثة من لقاح سينوفارم (بي بي آي بي بي- كور-في)، ومنذ  ذلك الوقت حصل أكثر من 97% من سكان دولة الإمارات  على جميع جرعات اللقاح ضد الفيروس.

وفي هذا الإطار، قام فريق بحثي من دولة الإمارات بإشراف باحثين من جامعة خليفة بدراسة فعالية اللقاح ضد الإصابات الشديدة بكوفيد-19 وأثره طويل الأمد، حيث أجرى الباحثون دراسة جماعية بأثر رجعي بالاعتماد على سجلات صحية إلكترونية لما يزيد عن 3 ملايين فرد في أبوظبي. وتعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها من حيث اعتمادها على السكان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتهدف إلى تحديد مدى فعالية لقاح سينوفارم من خلال دراسة جماعية واسعة النطاق. في حين ركزت العديد من الدراسات السابقة على اللقاحات المستخدمة في المنطقة كلقاح فايزر بيونتيك.

وضم الفريق البحثي، الذي أشرفت عليه الدكتورة نوال الكعبي والدكتور عبدالرحيم الحاج، كلًا من الدكتورة هالة إبراهيم والدكتور جوان أكونا والدكتور وليد زاهر وجميعهم من كلية الطب والعلوم الصحية في جامعة خليفة والدكتورة حبيبة الصفار، مديرة مركز التكنولوجيا الحيوية في جامعة خليفة. وضم الفريق أيضًا باحثين من جامعات أخرى ومراكز بحثية ومستشفيات من جميع أنحاء الدولة، إلى جانب دائرة الصحة وشركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة). وقد تم نشر النتائج البحثية لهذه الدراسة في المجلة العلمية الدولية "نيتشر  كوميونيكيشنز".

وكشف التحليل الذي أجراه الفريق عن أن فعالية لقاح سينوفارم بلغت 79.6% عن الحاجة للعلاج في المستشفى وفعالية بنسبة 86% ضد تلقي العناية للحالات الحرجة وفعالية بنسبة 84.1% ضد الوفاة الناجمة عن الإصابة بكوفيد-19، ولكن تراجعت نسب الفعالية مع مرور الوقت، الأمر الذي يستدعي الحاجة لجرعة معززة للحفاظ على مستوى الحماية من آثار الفيروس.

وفي السياق، قام الفريق البحثي بتقييم فعالية جرعتين من لقاح سينوفارم لدى مجموعة الأفراد الذين أجريت عليهم الدراسة وتوصل الباحثون إلى أنه وخلال الثلاثة أشهر الأولى ظهرت هناك 3,505 حالة مصابة بكوفيد-19 تحتاج العلاج داخل المستشفيات منهم 2,889 كانوا من ضمن المجموعة التي لم تتلقى اللقاح. وكشفت الدراسة عن وجود 653 حالة تستدعي العناية الفائقة، منهم 574 لم يتلقوا اللقاح، إضافة لـ 99 حالة وفاة منها 87 حالة لم تتلقى اللقاح.

وتشير النتائج التي توصل إليها الفريق إلى انخفاض مستوى الفعالية بعد الجرعة الثانية مقارنة بتجارب الجرعة الثالثة، كما تشير النتائج أيضًا إلى ظهور طفرات جديدة للفيروس تتمثل بـ (ألفا ودلتا) خلال فترة إجراء للدراسة، وهو ما قد يكون سببًا لانخفاض مستوى فعالية اللقاح.

يذكر أن الدراسة تابعت التركيز على المشاركين على مدار 12 شهرًا، والذي أتاح بدوره للباحثين تقدير إجمالي الفعالية والفعالية على اختلاف عوامل الخطورة. واختتم الفريق مشروعه بنتيجة مفادها أن لقاح سينوفارم تمكن من الحد من الإصابة بحالات كوفيد-19 التي تستلزم دخول المستشفى والتي تستدعي العناية الفائقة ووقف حالات الوفاة، كما سلط الضوء على الحاجة لجرعات معززة لرفع مستوى الحماية والوقاية من آثار كوفيد-19 الخطرة ورصد فعالية اللقاح بشكل متواصل ليتسنى تعزيز  عمليات صنع القرار.