يعتبر فصل الشتاء في دولة الإمارات فترة استراحة من الحرارة الشديدة التي تشهدها المنطقة في فصل الصيف، كما يتشكل فيه الضباب الذي يغطي ناطحات السحاب في دبي وصولاً إلى صحراء ليوا في أبوظبي.
وعلى الرغم من أن دولة الإمارات ذات مناخ صحراوي، إلا أنها تحظى بجميع العوامل اللازمة لتكون الضباب، حيث يمكن أن يشهد العام الواحد في الدولة تشكلاً للضباب لمدة 50 يوم.
تساهم ظروف المناخ الصحراوية الجافة الواقعة على مقربة من بحر الخليج الدافئ في تكون الهواء الرطب فوق الصحراء من خلال نسيم البحر الذي يحمله فترة المساء.
من جانبها، قالت الدكتورة ديانا فرنسيس، رئيسة مختبر العلوم الجيوفيزيائية والبيئية في جامعة خليفة: "يُعرف الضباب الذي يتشكل في سماء دولة الإمارات بالضباب الإشعاعي الذي يتكون نتيجة عملية التبريد السريع فوق سطح اليابسة خلال فترة الليل في فصل الشتاء. وتؤدي عملية التبريد إلى تبريد الهواء في الطبقات السفلية من الغلاف الجوي الذي يساهم في تكاثف بخار الماء هناك".
وأضافت: "يعتبر الغلاف الجوي في دولة الإمارات غنيًا ببخار الماء لأنه مُحاط بالمياه من جميع الجهات، والذي يسمح بدوره لدورة نسيم البحر بجلب كميات كبيرة من بخار الماء إلى اليابسة خلال فترة النهار مشكلة الضباب خلال فترة الليل".
ويلعب الجزء الصحراوي من دولة الإمارات دورًا محوريًا في طبيعة المناخ فيها، فعندما تكون الرياح هادئة، يختلط الهواء الرطب فيها والقادم من البحر بأنوية الغبار والرمال القادمة من هواء الصحراء، حيث تقوم ذرات الرمال بدور المحفز الذي يساهم في تكون الضباب.
وأظهرت الدراسة البحثية لمختبر العلوم الجيوفيزيائية والبيئية في جامعة خليفة أن مطار أبوظبي يشهد مشكلات في عدم وضوح الرؤية بشكل أكبر من مطارات دبي والعين نظرًا لتكون الضباب على مسافة قريبة جدًّا من مطار أبوظبي، حيث يتشكل الضباب غالبًا لمسافة 20 كم إلى 100 كم، إلا أنه قد يمتد لمسافة 200 كم في شهري ديسمبر ويناير.
يذكر أن مختبر العلوم الجيوفيزيائية والبيئية في جامعة خليفة يقوم بالمراقبة الفورية والمباشرة لتشكل الضباب ومكانه والمدة الزمنية باستخدام الأقمار الصناعية وتقنيات الأنظمة الذكية، كما يقوم المختبر بتنبؤ تكون الضباب ووقت حدوثه وكثافته ومدته الزمنية قبل وصوله بيوم واحد من خلال الاستعانة بعمليات النمذجة.
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة ديانا: "وجدنا أنه يمكن للضباب أن يتكون في أي وقت ما بين الساعة 7 مساءً و11 صباحًا في التوقيت المحلي، إلا أن أعلى نسبة لتشكل الضباب تحدث ما بين الساعة 3 إلى 7 صباحًا. وتعتبر هذه المعلومات في غاية الأهمية للعمليات في مطار أبوظبي وقطاع النقل بشكل عام بهدف الحد من المخاطر المترتبة على انعدام الرؤية بسبب تشكل الضباب".