باحثون من مختبر العلوم البيئية والجيوفيزيائية في جامعة خليفة يفسرون سبب تشكل العواصف الرملية الكبيرة في المناطق شبه الاستوائية

أعلنت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا اليوم عن قيام مجموعة من الباحثين من مختبر العلوم البيئية والجيوفيزيائية في الجامعة بالكشف عن سبب وقوع العاصفة الرملية الكبيرة في يونيو 2020 وهو ارتفاع نسبة الضغط الجوي في المناطق شبه الاستوائية الواقعة قبالة الساحل الغربي للصحراء الكبرى.

يؤدي ارتفاع نسبة الضغط الجوي في المناطق شبه الاستوائية إلى تشكل العديد من الظواهر التي تشمل تكون الغيوم وانحباس الأمطار وتكون أنواع مختلفة من الرياح. وتقع المناطق شبه الاستوائية ذات الضغط الجوي العالي بين خطي عرض 30 درجة شمالاً و35 درجة جنوباً.

وساهم الضغط الجوي المرتفع خلال النصف الثاني من شهر يونيو 2020 في تدرج الضغط وارتفاعه في منطقة الصحراء الكبرى والذي أدى بدوره إلى ارتفاع شدة الرياح الشمالية الشرقية هناك، مما نجم عنه انبعاثات ترابية ورملية كثيفة لدرجة مكنتها من حمل تلك الكثبان ونقلها لمسافة تصل إلى ما يقارب 8,000 كيلو متر مروراً بالمحيط الأطلسي ووصولاً إلى منطقة الكاريبي وجنوب الولايات المتحدة، وذلك في الفترة الممتدة ما بين 14 و25 يونيو 2020، حيث أن معدل الفترة الزمنية الطبيعية يستمر ليومين أو ثلاثة كحد أقصى.

وفي معرض تعليقه على هذه الدراسة، قال الدكتور عارف سلطان الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: "تؤكد الدراسة التي تمت في مختبر العلوم البيئية والجيوفيزيائية في جامعة خليفة على مدى دقة البحوث التي تركز على المناخ والبيئة والتي يقوم بها علماؤنا لتفسير الظواهر الطبيعية التي لا يمكن تفسيرها، حيث تساهم مثل هذه الدراسات المتعمقة في فهم الظروف الجوية الصعبة، خاصة العواصف الرملية في تعزيز دول منطقة الخليج والعديد من دول العالم في اتخاذ تدابير الوقاية وحماية المنشآت الاستراتيجية".

ووفقاً للورقة البحثية التي أشرفت عليها الدكتورة ديانا فرنسيس، عالمة أولى ورئيسة مختبر العلوم البيئية والجيوفيزيائية في جامعة خليفة، يرجع سبب حدوث ظاهرة يونيو 2020 إلى ارتفاع الضغط الجوي في المناطق شبه الاستوائية والتي عززت بدورها الرياح الشمالية الشرقية المسببة للانبعاثات الرملية . ومن المقرر نشر هذه الورقة في  شهر ديسمبر 2020 في المجلة العلمية "جيوفيزيكال ريسيرتش لترز".

وفي هذا الصدد، ربطت الدراسات السابقة، والمتمحورة حول العواصف الرملية الكبيرة في الصحراء الكبرى ومنطقة الشرق الأوسط، وجود الارتفاعات والانخفاضات الجوية في منتصف خطوط العرض وفي المناطق شبه الاستوائية بانخفاض معدل الغطاء الجليدي فوق البحر في القطب المتجمد الشمالي وارتفاع درجة الحرارة فيه ليمتد لمسافات طويلة مشكلاً ارتفاعات وانخفاضات في الضغط الجوي في المناطق شبه الاستوائية ومناطق خطوط العرض الوسطى. لذلك، توضح الدراسة التي قامت بها الدكتورة ديانا الأسباب المتعلقة بالعواصف الرملية الكبيرة وتقوم بربطها بدورة الطبيعة عالمياً وبالتغيرات الطبيعية الممكن حدوثها في القارة القطبية الشمالية.

قالت الدكتورة ديانا: "تعود أسباب العواصف الرملية الشديدة التي وقعت في يونيو 2020 إلى حدوث اضطرابات بتيار الهواء القطبي والذي أدى إلى تكون إعصار جاف مصحوباً بكميات كبيرة من الأتربة والرمال، ويعتبر التركيز على أسباب تلك العواصف وحيثياتها، التي تشمل الكثافة وتكرارها، من أهم الأمور الرئيسة المتعلقة بمصادر الرمال حول العالم".

وتعد الصحراء الكبرى مصدراً رئيساً للرمال وتليها صحراء شبه الجزيرة العربية، وذلك وفقاً لمجموع كميات الرمال والأتربة المنبعثة سنوياً، حيث وقعت أكبر عاصفة رملية في منطقة الخليج العربي في سبتمبر 2015 والتي تسببت في التأثير على العديد من المنشآت الاستراتيجية نجم عنه اضطراباً في الحياة اليومية لدى السكان.