للمرة الأولى من دولة الإمارات 
باحثان من جامعة خليفة يلتحقان ببرنامج أوربينو الصيفي في إيطاليا والمتخصص بعلم المناخ القديم 

يعتبر باحثا الدكتوراه، مروة محمد شاهد فداكي باينكال وإندوديب أبوربا غوشال من قسم علوم الأرض في جامعة بخليفة، أول من التحق بالبرنامج الصيفي المعني بعلم المناخ القديم والمقام سنويًا في مدينة أوربينو في إيطاليا من دولة الإمارات. وركزت النسخة الـ 20 من البرنامج على فهم الأساليب والنماذج المستخدمة لدراسة تغير المناخ من خلال دراسة تاريخ كوكب الأرض.   

 

استعرض الباحثان مشروعهما البحثي بحثهما خلال البرنامج، وأشرفت عليه الدكتورة عائشة السويدي، الأستاذة المشاركة في قسم علوم الأرض. 

 

تكونت المجموعة التي ضمت الباحثان 80 باحثًا في علوم المناخ من 20 دولة في مدينة أوربينو الإيطالية للمشاركة في مجموعة واسعة من التخصصات التي تعزز فهمنا للمناخ القديم والبيئة القديمة اللذين يتضمنان الكيمياء الجيولوجية وعلوم طبقات الأرض وعلوم الأحياء القديمة، حيث أتاح البرنامج الدولي للطلبة فرصة استكشاف بيانات متعلّقة بعلم المناخ القديم ومناقشة بحوثهم مع علماء بارزين في هذا المجال وباحثي الدكتوراه الآخرين.  

 

استكشف المشاركون في نسخة عام 2024 مجموعة من المواضيع التي شملت الدورات الحيوية الجيولوجية الكيميائية وعلم المناخ القديم وعلم البيئة القديمة وعلم الأحياء القديم وعلم الطبقات ودراسة مناخ الأرض على مدى فترات زمنية جيولوجية من خلال النمذجة، بما في ذلك وقائع نقص الأكسجين في المحيطات في العصر الطباشيري والارتفاع الشديد في درجات الحرارة بدايةً من العصر البليوسيني إلى بدايات عصر الإيوسين وانتقال كوكب الأرض من درجات الحرارة شديدة الارتفاع إلى درجات الحرارة شديدة الانخفاض وديناميكا المناخ في العصر النيوجيني والعصر الرباعي. 

 

وشمل البرنامج محاضرات وندوات ورحلات ميدانية نظمها وألقاها الأستاذ الدكتور سيمون غالوتي، المدير المشارك للبرنامج، إضافة لعلماء المناخ الدوليين الذين تركز بحوثهم على ديناميكا المناخات السابقة، مع التركيز بشكل خاص على دورة الكربون على المدى الطويل وآثارها على المناخات الحالية والمستقبلية.  

 

يركز بحث مروة على حدث الكارني المطير في أواخر العصر الترياسي، وهو انتقال مناخي هام في تاريخ كوكب الأرض، تميّز بتغيرات حيوية واضطراب كبير في دورة الكربون وانتقال المناخ من الظروف القاحلة إلى الرطبة بشكل يشبه مناخنا الحديث، كما تسعى مروة إلى تحديد الفترة الزمنية بدقة إضافة للآليات المحتملة التي قادت هذا الحدث مع فهم الاستجابات والتغيّرات الطبيعية المرتبطة به، من خلال استخدام مؤشرات عديدة. 

 

 

يقوم إندوديب بدراسة التغيرات التي طرأت على المجال الحيوي في المنطقة القطبية الجنوبية ما قبل التاريخ وبالتحديد في أواخر العصر الترياسي (قبل حوالي 230 مليون سنة)، حيث يركز بحثه بشكل أساسي على تطبيق علم الرواسب والكيمياء الجيولوجية، بما في ذلك المؤشرات الحيوية لفهم الأدلة على حرائق الغابات في الدائرة القطبية الجنوبية القديمة خلال فترة قاحلة نسبيًا في تاريخ كوكب الأرض. 

 

يعد برنامج أوربينو الصيفي، الذي تم تنظيم النسخة الأولى منه عام 2004، مركزًا هامًا للمجتمع الدولي الذي يدرس التقلبات المناخية الطبيعية، حيث يستقطب علماء المناخ الناشئين وكبار الباحثين من كافّة أنحاء العالم.  

 

قالت الدكتورة عائشة السويدي: "تقف جامعة خليفة في طليعة البحوث المبتكرة في علوم الأرض، حيث تركز على المجالات المهمة مثل علم المناخ القديم وديناميكا المناخ والعمليات الحيوية الجيولوجية الكيميائية. ويسعى قسم علوم الأرض باستمرار لفهم التغيرات المناخية السابقة وآثارها على المستقبل، حيث أسهم الباحثان في تعزيز قاعدة المعارف العالمية من خلال مشاركتهما في هذا البرنامج الذي زودهم بالمهارات اللازمة لمواجهة التحديات البيئية الملحة وتعزيز جيل جديد من العلماء الملتزمين بالاستدامة والقدرة على مواجهة آثار تغير المناخ.”   

 

وأدت المحاضرات والندوات والتمارين المتنوعة دورًا هامًا في تعزيز دور المشاركين لتقييم أهداف البحوث وتسليط الضوء على المنهجيات المُتَّبعة حاليًا في البحوث المعنيّة بالفترات الزمنية الجيولوجية، ويُتوقع أن يشجعهم هذا التدريب على الحصول على نتائج أقوى في مجال علوم الأرض والمناخ القديم والتخصصات المتعلقة بهما، ما يسهم في تطورهم من الناحية الأكاديمية. 

 

يذكر أن أعضاء الهيئة الأكاديمية في قسم علوم الأرض بجامعة خليفة يسعون إلى إجراء المزيد من البحوث وتوفير مساقات متنوعة تركز على المناخ المتغير لكوكب الأرض في برامج البكالوريوس والدراسات العليا. 

 

الترجمة: 
مريم ماضي، أخصائية ترجمة وتعريب