الفهم السكاني لفيروس كورونا عبر وسائل التواصل الاجتماعي

وفي هذا الصدد، طور الباحثون من مركز الإمارات للابتكار في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات "إبتيك" أدوات لجمع التغريدات التي تدور حول فيروس كورونا في أربع لغات مختلفة وتحليلها بهدف التعرف على الاتجاهات والأنماط السكانية في دولة الإمارات، حيث قام كل من الدكتور أحمد الربيعي، رئيس البحوث الاستراتيجية ووسائل التواصل الاجتماعي في مركز "إبتيك"  وبالتعاون مع الدكتور دي وانغ، كبير الباحثين في مركز "إبتيك" والدكتور أحمد الظنحاني، باحث أول في مركز "إبتيك" وحمدة آل علي وسارة الشامسي، الباحثتان المشاركتان من مركز "إبيتك" ، بإنتاج سلسلة من اللوحات لرصد التغريدات المتعلقة بكوفيد-19.

وتكمن المرحلة الأكثر صعوبة في أي عملية تحليل في استخراج المعلومات المفيدة وتحقيق الاستفادة منها، كما تتيح القدرة على أتمتة العمليات باستخدام تقنيات التعلم الآلي إمكانية الاستفادة من هذه المنهجية في العديد من التطبيقات في مختلف المجالات، خاصة في ظل وجود جائحة صحية عالمية.

قال الدكتور أحمد: "قمنا بتطوير أداتين رئيستين لإجراء لتحليل محتوى التغريدات وهما أداة جمع التغريدات وأداة تصنيفها، ثم قمنا باستخدام أدوات الرصد البصري بهدف عرض نتائج التحليلات التي أجرينها في وقت محدد وعلى نطاق قصير المدى".

وفي السياق، طور مركز إبتيك أدوات لجمع التغريدات  في الوقت الحقيقي. فبمجرد قيام شخص بالتغريد حول فيروس كورونا، تقوم تلك الأدوات بجمعها، لكن قد يكون من الصعب تمييز محتوى التغريدة إن لم تحتو على كلمتي "فيروس كورونا". لذلك، طور مركز إبتيك عدد من الأدوات التي تقوم بتصنيف التغريدات بالاعتماد على الأنظمة الذكية.

وقام الباحثون بالاستفادة من أدوات جمع التغريدات واستخدام أدوات التصنيف لترتيبها في عدة فئات وهي، الأعراض والنصائح الصحية وأخبار الصحة وأوقات التعقيم وغيرها، حيث اعتمدت أدوات التصنيف على تقنيات الأنظمة الذكية للتعلم الآلي السطحي والعميق والتي حققت مستوى عال من الدقة في وقت قصير مقارنة بالتقنيات الحديثة الأخرى، كما طور الباحثون أدوات معالجة أولية تهدف إلى تعزيز دقة تصنيف التغريدات بشكل أكبر.

وطور الفريق البحثي أيضاً طريقة ذكية لكشف وتقييم مستوى التغييرات في المصطلحات الرئيسة المستخدمة على منصات التواصل الاجتماعي لكل ساعة ويوم وأسبوع.

من جانبه، قال الدكتور أحمد الظنحاني: "تقوم الطريقة التي طورناها بالكشف آلياً عن المصطلحات الرئيسة الأكثر استخداماً في وسائل التواصل الاجتماعي لتحديد أية تغييرات في اهتمامات المستخدم ومواضيعه النقاشية، كما يمكن من خلال هذه الطريقة تحديد مصادر تلك الموضوعات والتأكد من أنها مصادر رسمية موثوقة أو خاصة بالأفراد بهدف كشف المعلومات المغلوطة. وتعتبر هذه الطريقة مهمة جداً في رصد تأثير كوفيد-19 على السكان".

ومن خلال عرض البيانات على مجموعة اللوحات، يتم تسليط الضوء على اتجاهات المعلومات الهامة، حيث تعتمد طريقة عرضها على عناصر بصرية كالجداول والرسوم البيانية والخرائط لتوفير طريقة سهلة لرؤية المعلومات وفهمها. وتعتبر هذه التكنولوجيات، في عالم يشهد تطوراً سريعاً على مستوى البيانات الكبيرة،  ضرورية جداً في تحليل كميات كبير من البيانات وفهم الاتجاهات والأنماط المتنوعة فيها.

وقام الباحثون كذلك بتطوير تكنولوجيات لجمع المعلومات المتعلقة بكوفيد-19 من شبكة الإنترنت كعدد الحالات المصابة وأسعار المنتجات والسلع المختلفة والتي تباع إلكترونياً.

وقال الدكتور دي: "قمنا بجمع معلومات حول عدد الحالات المصابة بكوفيد-19 والمعلن عنها من قبل مصادر رسمية داخل الدولة، كما قمنا باستخدام الرسوم البيانية لتحديد الموضوعات الرئيسة ذات الاهتمام والتغييرات الحاصلة بمرور الوقت على المحادثات في وسائل التواصل الاجتماعي، والذي من شأنه أن يلقي الضوء على نوع المعلومات الهامة للسكان وفي أي وقت، إضافة لتقييم مستوى المحادثات بما يتماشى مع عدد الحالات المعلن عنها".

وتقوم اللوحات البصرية أيضاً بإظهار العلاقة بين موضوعات النقاش على منصات التواصل الاجتماعي وعدد الإصابات، والأنماط السكانية الرئيسة التي تشمل استقرار السلع الغذائية الأساسية والعقارات خلال الجائحة.

وقال الدكتور أحمد الربيعي: "نهدف إلى تقديم تصور حول آثار الجائحة على أسعار السلع الغذائية الأساسية وكذلك أسعار العقارات في المنطقة من خلال تحديد الاتجاهات الرئيسة في مجموعة التغريدات ومحتواها".