تساعد الطريقة الجديدة على مشاركة المحتوى مباشرةً دون الاعتماد على شبكة الاتصالات الرئيسة، مما يقلل من الازدحام ويجعل عملية انتقال البيانات أسرع
دراسة بحثية تقودها جامعة خليفة قد تُسهم في إحداث ثورة في مجال تبادل البيانات المحمولة من خلال الاتصالات اللاسلكية المباشرة بين الأجهزة

طوَر فريق بحثي  بقيادة أعضاء في الهيئة الأكاديمية في جامعة خليفة، طريقة تجمع بين الاتصالات اللاسلكية من جهاز إلى جهاز والتخزين المؤقت وتقنية الوصول المتعددة غير المتجانسة - وهي تقنية وصول متعدد تستخدم في شبكات الجيل الخامس للهواتف الخلوية اللاسلكية - يمكن أن تقلل من ازدحام الشبكة المحمولة وتجعل عملية انتقال البيانات أسرع، مما يُسهم في إحداث ثورة في مجال تبادل البيانات المحمولة.

شهد عصر الرقمنة ازدهارًا غير مسبوق في استهلاك المحتوى المتعدد الوسائط، حيث يتزايد عدد المستخدمين ويزداد الطلب على طرق أسرع وأكثر كفاءة للوصول إلى المحتوى. في الوقت الحاضر، يتوقع أن يكون تبادل المحتوى الرقمي سلسًا وسريعًا. ولكن مع زيادة الطلب، قد تصبح الشبكات مكتظة، مما يؤدي إلى بطء التحميل وحدوث مشاكل في التخزين المؤقت. 

وفي هذا الصدد، قد تُسهم دراسة بحثية في جامعة خليفة في إيجاد حل محتمل لهذه المشكلة، إذا كان بإمكان هاتفين ذكيين على محاذاة قريبة أن يتشاركا الفيديو مباشرةً دون اللجوء إلى استخدام عرض النطاق الترددي في الشبكة الرئيسة، فإن ذلك قد يُمثل قفزة تكنولوجية كبيرة في مجال تبادل البيانات المحمولة. وهنا يأتي دور الاتصالات المباشرة بين الأجهزة، مع تقنيات التخزين المؤقت والوصول المتعددة غير المتجانسة.

طوَر البروفيسور زيجو دينغ، في قسم الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر في جامعة خليفة، مع البروفيسور كيفن شين ودانيال سو من جامعة مانشستر، وجي تانغ من جامعة جنوب الصين للتكنولوجيا، طريقة يمكن من خلالها استخدام الاتصالات المباشرة اللاسلكية الجهاز إلى الجهاز، للسماح للمستخدمين بمشاركة المحتوى المخزن المؤقت مباشرة بين بعضهم البعض. تم نشر أعمالهم في مجلة "ترانزاكشنز أوف وايرلس كوميونيكيشن" التابعة لمعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات والمتخصصة في مجال الاتصالات اللاسلكية، والتي تعد ضمن الإصدارات الأعلى تصنيفًا في مجال الرياضيات التطبيقية.

وتكمن الفكرة وراء التخزين المؤقت في تخزين المحتوى الشائع أو المطلوب بانتظام بالقرب من المستخدمين. يقلل هذا من ازدحام الشبكة ويتيح الوصول الأسرع. من خلال وضع هذه التخزينات في نقاط الوصول المحلية أو حتى مباشرة على جهاز المستخدم، يمكن تقليل الوقت اللازم لاسترجاع الملف المطلوب بشكل كبير. يقلل ذلك أيضًا العبء على الشبكة الرئيسة، مما يسمح لها بالتعامل بشكل أفضل مع المهام الأخرى. أصبحت هذه الطريقة للتخزين المؤقت مجالًا هامًا يستهدفه الباحثون الراغبون في تحسين تجربة المستخدم وأداء الشبكة بشكل عام.

تترافق تقنية الوصول المتعددة غير المتجانسة بشكل وثيق مع التخزين المؤقت، حيث تهدف إلى زيادة كفاءة الشبكات من خلال السماح للمستخدمين المتعددين بالوصول إلى الموارد بشكل متزامن،وقد قام الفريق البحثي بتطوير طريقة بسيطة لتوزيع الطاقة في اتصالات الجهاز إلى الجهاز بهدف زيادة الكفاءة وضمان المشاركة الأمثل دون تعقيد الأمور، حيث يكون نموذجهم فعالًا بشكل خاص عندما يكون لدى مستخدم واحد اتصال شبكة أقوى ويحتوي على المحتوى المطلوب من قبل مستخدم آخر لديه اتصال أضعف. وحتى عندما تتبدل الأدوار، لا يزال نموذجهم يفوق الإعدادات التقليدية لتقنية الوصول المتعدد غير المتجانس.

وأضافت الدكتور زينغو: "إذا لم يكن المحتوى الذي ترغب فيه مخزنًا في ذاكرة التخزين المؤقتة لجهازك الشخصي، فهناك فرصة جيدة أن يكون المستخدمون القريبون لديهم المحتوى في ذاكراتهم الخاصة، هنا يكون الاتصال المباشر من جهاز إلى آخر هو ما يحدث تغييرًا جذريًا، فبدلاً من أن يقوم كل مستخدم بالوصول إلى خادم مركزي بشكل فردي، تتيح تقنية الاتصال المباشر من جهاز إلى جهاز للمستخدمين مشاركة المحتوى مباشرة بين بعضهم البعض، دون اللجوء إلى استخدام الشبكة الرئيسة، مما يؤدي إلى تسريع عملية الوصول إلى المحتوى، ويخفف أيضًا من ازدحام الشبكة بشكل أكبر."

 قدم فريق البحث حلًا يتمثل في  نظام يتيح للمستخدمين مشاركة المحتوى المخزن جزئيًا  بشكل مباشر بين الأجهزة، بينما يأتي الباقي من تقنية الوصول المتعددة غير المتجانسة، بطريقة فعالة من حيث استهلاك الطاقة. حتى إذا كان الجهاز غير قادر على تخزين فيديو كامل، على سبيل المثال، يمكنه تخزين أجزاء منه ومن خلال تقنية الاتصال المباشر بين الأجهزة، حيث يمكن مشاركة تلك الأجزاء مباشرة مع مستخدم آخر، مما يجعل العملية بأكملها أسرع.

ومع استمرار نمو الطلب على مشاركة البيانات السريعة، قد تحتاج هذه التقنية إلى التكيف لتلبية هذا الطلب المتزايد، بينما يركز النموذج الحالي على متطلبات معدل الحد الأدنى الثابت، ستتحول الأبحاث المستقبلية إلي معدلات قيود مرنة أو تقليل أوقات النقل الإجمالية بناءً على البيانات المخزنة مؤقتًا.