اشتملت الدراسة على مستويات تركيز الانبعاثات ومدى تأثرها بأنشطة الإنسان بعد فترة إغلاقات كوفيد-19
باحثون من جامعة خليفة يجرون دراسة حول ارتفاع نسب ثاني أكسيد النيتروجين فوق دولة الإمارات

قد لا تكون غازات ثاني أكسيد النيتروجين السبب الرئيس وراء مشكلة الاحتباس الحراري لكنها تساهم في تشكل طبقة الأوزون الأرضية التي تعتبر الملوث الأساسي المسبب للعديد من المشكلات البيئية والصحية. وعلى صعيد آخر،  شهدت العديد من المناطق في مختلف أنحاء العالم انخفاضات حادة في مستويات ثاني أكسيد النيتروجين في السنوات الأخيرة بعد وضع مجموعة من الأنظمة المشددة، إلا أن عددًا كبيرًا من الدول الأخرى لا يزال يشهد ارتفاعات في نسب ثاني أكسد النيتروجين وما يترتب على ذلك من آثار تضر بجودة الهواء والصحة العامة.

وفي هذا الإطار، قام فريق بحثي ضم الدكتور زيار أونغ، الأستاذ المشارك في قسم الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر في جامعة خليفة وطالبة الدكتوراه عائشة اليماحي، بدراسة الفترات التي يتكرر فيها تجمع ثاني أكسيد النيتروجين فوق دولة الإمارات، وركزوا على الطريقة التي تؤثر بها أنشطة الإنسان في الدولة على زيادة مستوياته خاصة بعد الإغلاقات التي سببتها جائحة كوفيد-19، حيث لاحظ الفريق البحثي أن مستويات تركيز ثاني أكسيد الكربون في المناطق الصحراوية لم تتأثر بفترة الإغلاقات وأن المناطق الحضرية هي التي أبدت انخفاضًا في نسب التركيز، كما أظهرت نتائج الدراسة تزايدًا في نسب تركيز ثاني أكسيد النيتروجين خلال فصل الشتاء.

ونشر الباحثان، عائشة والدكتور زيار، نتائجهم البحثية في المجلة الدولية "نيتشر ساينتيفك ريبورتس"، وهي مجلة علمية تغطي جميع مجالات العلوم الطبيعية.

من جانبه، قال الدكتور زيار الذي أجرى الدراسة بالاستعانة ببيانات من 14 محطة جوية في دولة الإمارات في الفترة من العام 2019 و2020: "يعتبر ثاني أكسيد النيتروجين وأكسيد النيتريك من الغازات الأكثر تفاعلية في الغلاف الجوي، حيث أظهرت المناطق الصحراوية أقل مستويات في تركيز غاز ثاني أكسيد النيتروجين، في حين شهدت مدينة أبوظبي أعلى مستويات".

لم تتأثر نسب ثاني أكسيد النيتروجين في المناطق الصحراوية كصحراء ليوا والقوع في أبوظبي لكن أظهرت المحطات الجوية في أبوظبي والظفرة والعين انخفاضًا ملحوظًا بنسب الانبعاثات خلال فترة الإغلاقات. الجدير بالذكر أن هذه النتائج تتوافق بشكل كبير مع نتائج الدراسات التي أجريت في الصين وبولندا والهند.

أضاف الدكتور زيار: "يقودنا ذلك إلى أن نسب ثاني أكسيد النيتروجين تدوم لفترات أطول في المناطق الأقل سكانًا بسبب تأثير أنشطة الإنسان على ديناميكية الظروف الجوية".

وتوصل الباحثون أيضًا إلى وجود نمط موسمي لتركيزات ثاني أكسيد النيتروجين في دولة الإمارات، حيث لاحظوا ارتباطًا وثيقًا في قياسات نسب التركيز في المحطات الواقعة في المناطق المتشابهة في طبيعتها وإن كانت بعيدة جغرافيًا عن بعضها.

قال الدكتور زيار: "تتغير نسب تركيز ثاني أكسيد النيتروجين في الغلاف الجوي وفقًا لأنشطة الإنسان ووجود المصانع في المناطق الصناعية، ويتطلب تتبع هذا التذبذب دراسة تركز على الكثافة السكانية وغيرها من العوامل البيئية التي تشمل درجة الحرارة التي تؤثر على حركة ثاني أكسيد النيتروجين في الغلاف الجوي، حيث يعتبر من المهم جدًا دراسة تركيز ثاني أكسيد النيتروجين باستخدام العديد من العوامل الطبيعية الأخرى كالمياه والرمال نظرًا لقدرة ثاني أكسيد النيتروجين على تغيير موقعه من مكان لآخر. ونسعى مستقبلًا إلى دراسة نسب تركيز ثاني أكسيد النيتروجين في الرمل في دولة الإمارات".