استخدام تقنية البلوك تشين لتعزيز مفهومي الأمن والثقة في التطبيقات التي تعتمد على حشد الأفراد كتطبيق

قدمت الطالبة مها قدادحة من برنامج الدكتوراه في جامعة خليفة ورقة اقتراح بحثية تتمحور حول تقنية البلوك تشين وتحمل اسم "سنس تشين" والتي تهدف من خلالها إلى تحقيق الثقة والوضوح والأمان في تطبيقات الأفراد، وذلك للحد من السلوكيات غير الصحيحة كقيام بعض الشركات بتلقي أجور عن خدمات لم تقدمها.

تتطلب تطبيقات الهواتف الذكية ومنها تطبيق "أوبر" إطاراً يعتمد على تحديد الأفراد الذي يحتاجون إلى وسيلة نقل وربطهم مع السائقين ومجموعة كبيرة من البيانات لتقييم المستخدمين وتحديث معلوماتهم على النظام وتسهيل عملية الدفع.

ويعمل نموذج الاستشعار بالأفراد على توزيع المهام بين مجموعة الأفراد لتحقيق هدف معين من خلال الاستفادة من جموع الأشخاص في عملية جمع البيانات التي تم استشعارها ومشاركتها، ومثال ذلك درجة الحرارة في الهواتف الذكية والتي تعتمد على قدرات استشعار عالية.

وفي هذا الصدد، قالت الطالبة مها: "تعتمد التطبيقات المرتبطة بمجموعات الأفراد كتطبيق أوبر وأمازون على جمع البيانات من أجهزة المستخدمين لتحقيق المهام المطلوبة، حيث تهدف مثل هذه التطبيقات إلى تنفيذ المهام وبأفضل جودة ممكنة لتشجيع المستخدمين على معاودة الاستفادة من تلك المنصات". وتقوم مها قدادحة في الوقت الحالي، طالبة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر في جامعة خليفة، بتطوير إطار لا مركزي لاستشعار الأفراد باستخدام تكنولوجيا البلوك تشين تسمى "سنس تشين" لتحقيق المرونة في تطبيقات استشعار الأفراد والحد من السلوكيات غير الصحيحة على مختلف المنصات.

وأضافت مها: "تقوم المنصات المركزية بتنظيم عملية استشعار الأفراد وإدارة العديد طلبات الأفراد كطلبات الأفراد في بحثهم عن سيارة لنقلهم في تطبيق أوبر وذلك ضمن توفر العديد من الخيارات المتمثلة في سائقي أبر. وتحتفظ المنصات المركزية بمعلومات المستخدمين وتجمع المهام وتختار السائق وتقييم طلباتهم ومن ثم تبين قيمة الأجرة".

ويوجد في نظام المنصات المركزية بعض القيود التي تؤثر على مفهوم الأمن والتي تتمثل بسلوكين وهما قيام جهة خارجية أخرى بجمع معلومات غير مصرح بها دون التأثير بعمل المنصة والمحاولات المتعمدة لإضرار أحد الأفراد في نطاق النظام.

وتتجسد محاولات الإضرار بالأفراد في التأثير على جودة المهام من خلال تقديم بيانات غير صحيحة أو التحيز في عملية التقييم أو البدء في مهمة وعدم إنهائها، وقد يقوم بعض الأشخاص بإصدار العديد من الطلبات ليتم إشغال وقت العاملين والحد من إمكانية توفرهم لخدمة أشخاص آخرين، وقد يقومون أيضاً بإلغاء طلباتهم لتجنب الدفع.

وقد تقوم المنصة نفسها بسلوك غير صحيح كتفضيل بعض العاملين على البعض الآخر والتغيير في المعلومات أو تغيير قيمة الأجرة المستحقة، ويُعزى ذلك إلى أن عمليات تنفيذ المهام في نظام المنصات المركزية غير ظاهرة للمستخدمين.

وفي السياق، قدمت مها مقترحاً بحثياً يعتمد على إطار لا مركزي لاستشعار الأفراد بهدف التغلب على المشاكل السلوكية غير الصحيحة، وقامت مع فريقها البحثي بتطوير مشروع يحمل اسم "سنس تشين" والذي يعتمد على تقنية البلوك تشين ضمن إطار لا مركزي لاستشعار الأفراد بهدف التخلص من الحاجة للمنصات المركزية، حيث يقوم "سنس تشين" بجمع مقدمي الطلبات والأشخاص مقدمي الخدمات في منصة استشعارية تعاونية لا تشترط توفر بيانات الأمان مسبقاً بين الأطراف.

ويتيح هذا النظام إمكانية إدارة المهام المركزية بشكل لا مركزي عبر تقنية البلوك تشين التي توفر إمكانية التعقب والمساءلة والشفافية، إضافة لضمان الخصوصية والأمان للمستخدمين. ويستخدم سنس تشين عقود ذكية لتحل مكان المنصة المركزية في تسجيل المستخدمين مع الحفاظ على معلوماتهم وجمع المهام وتوزيعها واختيار مقدمي الخدمة بطريقة موضوعية وتقييم الحلول بشفافية ومشاركة نسب الأجور مع العاملين مقدمي الخدمات.

وقالت مها: "يعتبر عنصر الأمان متأصلاً في "سنس تشين" بسبب اعتماده على تقنية البلوك تشين وميكانيكياتها، حيث تعاني عمليات استشعار الأفراد المركزية من مشاكل تتعلق بالخصوصية ونقص في استقاء المعلومات المزدوج، في حين أن معلومات الأطراف في نظام الـ "سنس تشين" يتم تزويدها بآلية مزدوجة ليتنسى لمقدمي الطلبات ومقدمي الخدمة الحصول على معرفة مسبقة بكل منهما قبل قبول الطلب، ومما يعزز ذلك توفر العقود الذكية التي تتولى تنفيذ جميع المهام دون تحيز".

وركز الفريق على مسألة تكلفة تطبيق المشروع عملياً والتي تم قياسها بطريقتين، التكلفة المتعلقة بكل خاصية وظيفية والتكلفة التي يتحملها كل مستخدم.

وأضافت مها: " نلاحظ عند مقارنة نظام الـ "سنس تيشن" بنظام مركزي تشابهاً في الأداء من ناحية جودة اختيار مقدمي الخدمات وتحديد المسافة المرادة والفترة التي تستغرقها المهمة. وتؤكد التكلفة الاقتصادية المنخفضة لنظام "سنس تشين" إمكانية تنفيذه عملياً نظراً لاعتماد على تكنولوجيا البلوك تشين في استشعار الأفراد".