توجد أماكن في العالم لا يمكن للأفراد الوصول إليها ومشاهدتها كالبيئات الطبيعية على سبيل المثال، فليس بمقدور أي شخص الدخول لمحطات الطاقة النووية ومحاولة استكشافها، ولكن قد يصبح ذلك ممكنًا بالاستعانة بتقنية الواقع الافتراضي.
ويعتبر الواقع الافتراضي تجربة محاكاة مشابهة للعالم الحقيقي، بينما يعتبر الدكتور سعيد طالب عامر،أستاذ في قسم هندسة الأنظمة الصناعية في جامعة خليفة، الواقع الافتراضي تقنية تتيح استكشاف العالم الحقيقي وتجربته من خلال هيكل أسطواني في المختبر.
ويساهم استخدام تقنية الواقع الافتراضي، دون الاستعانة بالسماعات، في توفير فيديوهات تفاعلية بنطاق 360 درجة، حيث يتم تثبيت 5 أجهزة على السقف لإنتاج الصور الواقعية والأصوات والمشاعر التي تحاكي العالم الفيزيائي بشكل كامل تتيح لجميع الأفراد مشاهدة العالم الاصطناعي والتفاعل مع محتوياته الافتراضية.
وفي هذا الإطار، تعد أجهزة المحاكاة مثالًا واضحًا على الواقع الافتراضي لأنها تمنح الشخص على متنها شعورًا يشبه قيادة مركبة حقيقية وبالتالي استجابة سائق المركبة لنتائج التجربة من خلال الإشارات الصوتية والحركية والسمعية. وفي النظام الذي طوره باحثو جامعة خليفة، يمكن للمستخدمين الجلوس في جهاز محاكاة والتمتع بمشاهدة بزاوية 360 درجة أثناء تجربتهم وفرصة فريدة من نوعها تتيح لهم تفقد النقاط العمياء، وهي ميِّزة غير متوفرة في حالة استخدام السماعات أو شاشات العرض التقليدية.
وتوجد مجموعة واسعة ومتنوعة من التطبيقات التي تعتمد على الواقع الافتراضي بنطاق 360 درجة في مجالات تتعدى نطاق الاستمتاع بالمشاهد الطبيعية المحيطة وممارسة الإشارات والمناورات التي تُستخدم في التدريبات، حيث أشار الدكتور سعيد أنه في مجال التدريب على إطفاء الحرائق لا توجد ضرورة لإشعال النار لإضافة طابع الواقعية وأنه يمكن إجراء هذا النوع من التدريبات بالاستعانة بتقنية الواقع الافتراضي وجهاز التصوير بنطاق 360 درجة، نظرًا لخطورة تلك التدريبات إذا تمت بشكل واقعي وحقيقي.
وتتميز مركبة الواقع الافتراضي المبتكرة بنطاق 360 درجة بفعالية كبيرة، حيث تركز على توفير عوامل الراحة في المقعد والتي تشمل ضغط الجسم وخصائص المقعد وخصائص فيزيائية أخرى كدرجة الحرارة والضوء والصوت والجو العام، كما يمكن للشخص في المركبة وضع كرسيه في نطاق محاكاة 360 درجة لاختبار العديد من الخصائص وأثرها على راحة الإنسان.
ويمكن أيضًا الاستفادة من مركبة الواقع الافتراضي بزاوية 360 درجة في مجال تصور النماذج والمشاريع لضمان ضبط جودتها وفهمها بشكل أفضل، حيث يمكن تصور نموذج ما بزاوية 360 درجة حول الشخص المطوِّر، ما يتيح له الجلوس في منتصف مشروعه. وعلى صعيد آخر، يساهم الواقع الافتراضي في الإجابة على كثير من التساؤلات خلال عمليات التصميم لإن استكشاف مفهوم النموذج يحقق الفهم الأفضل بالنسبة للمصممين.
ويمكن كذلك الاستفادة من مركبة الواقع الافتراضي للطلبة في التخصصات التي تعتبر فيها زيارة المواقع أمرًا ليس سهلًا، فقد يصعب على طلبة هندسة الطاقة النووية الحصول على إذن الزيارة اللازم لزيارة محطات الطاقة النووية. ففي هذا السياق، إذا تم تصوير فيديو بنطاق 360 درجة لإحدى الجولات في المحطة في وقت سابق، سيكون هذا الفيديو متاحًا لجميع من يزور مركبة الواقع الافتراضي. ويمكن القول بأن التصوير بزاوية 360 درجة ليس مجرد تصوير يغطي أساسيات المنطقة، وإنما هو تجربة حية تأخذ المستخدم في جولة في محطة الطاقة وهو جالس في مكانه وبمشاهدة كاملة بزاوية 360 درجة.
يُذكر أن مركبة الواقع الافتراضي أصبحت جاهزة لبدء العمل فيها وأن الفريق البحثي قام بإعداد قائمة بالمشاريع التي ستستفيد من قدرات هذه المركبة، كما يسعى الفريق إلى تعريف الطلبة والباحثين بهذه الأداة المتميزة والفعالة.