برنامج "بلسم" الصحي التعليمي يساهم في إعداد خريجي كلية الطب في جامعة خليفة لمواجهة حاجات المجتمع

يُعرف برنامج "بلسم" بأنه برنامج صحي تعليمي يركز على الزيارات المنزلية لأفراد المجتمع بهدف الكشف عن العوامل الاجتماعية المؤثرة بالصحة من خلال التعليم والرعاية الصحية والمهمات البحثية.

ويرجع أصل كلمة "بلسم" في اللغة العربية إلى التسكين والتليين، كما تعود الكلمة إلى نوع من الأشجار التي تنتج عصارة لزجة ذات رائحة عطرة تُستخدم في الطب لعلاج الجروح والأمراض.

يدمج برنامج "بلسم" كل من العلوم الاجتماعية والخبرات الطبية والعمل ضمن فريق متعدد التخصصات والتركيز على العوامل الاجتماعية المؤثرة في الصحة بهدف إعداد أطباء مهتمين بقضايا مجتمعهم وثقافتهم. وقد تم انتهاء مهمة البرنامج من خلال الشراكة مع شبكة من الهيئات التي تسعى إلى تحسين الحالة الصحية لدى جميع أفراد المجتمع.

وبدأ طلبة كلية الطب والعلوم الصحية في الوقت الحالي بالقيام بزيارات إلى منازل كبار المواطنين بإشراف متخصصين رسميين في الرعاية الصحية من فريق الخدمات العلاجية الخارجية التابع لشركة صحة، وذلك كجزء من البرنامج الذي يستمر لثلاث سنوات. ويهدف هذا البرنامج إلى تعزيز عملية التطوير التخصصي للطلبة واكتساب المعرفة الطبية وتشجيع التعاونات في التخصصات المختلفة، كما يعزز البرنامج فهم الطلبة للأنظمة الصحية والعوامل الاجتماعية المؤثرة في الصحة والتي تربط ما بين السياسات والإجراءات التي قد تحسن من حياة المرضى.

ويعتبر برنامج "بلسم" برنامجًا جديدًا يتمتع بمجموعة من الفرص الواعدة مستقبلًا، ويسعى من خلال شراكاته مع مؤسسات القطاع الحكومي المعنية بتطوير المجتمع إلى توسيع نطاق خدماته بهدف دعم مسؤولية جامعة خليفة الاجتماعية تجاه خدمة المجتمع ورفده بطلبة الطب المتميزين في التصدي للعوامل الاجتماعية المؤثرة على صحة الإنسان وتقديم الرعاية الصحية الإنسانية بأعلى المعايير.

وقد أعرب طلبة الطب المشاركون في برنامج بلسم عن تقديرهم العميق لهذه الفرصة التي أتاحت لهم الجمع بين التجربة العملية والتعليم الأكاديمي الطبي.

وقال رام أبوعفان، وهو طالب في السنة الثانية في كلية الطب والعلوم الصحية: "يرتكز برنامج بلسم على التجربة العملية للتعلم وهو أول فرصة جمعتنا بالمرضى على أرض الواقع، حيث رافقنا أطباء الرعاية المنزلية في زيارات لبيوت المرضى في تجربة عملية متميزة وإنسانية. وساهم البرنامج وأعضاء الهيئة الأكاديمية في منحنا فرصة خارج نطاق العلوم الطبية النظرية والانتقال إلى الواقع".

وأضاف: "في البداية، كنت أعتقد أن برنامج بلسم هو فرصة لتطبيق مهارات الطب الأساسية التي تعلمناها في فصول العام الماضي فقط إلا أن مزايا البرنامج تعدت ذلك، حيث تعلمنا من خلاله مهارات جديدة ودروس مفيدة على صعيد نطاق المعرفة النظرية وحدودها في مجال رعاية المرضى، ويعتمد التقييم الجيد والحقيقي للزيارة على مدى راحة المريض ورضى أفراد العائلة. وبالنسبة لي، تمكنت من اكتساب أفضل المهارات التي اشتملت على تعلم طريقة التواصل مع المريض واحترامهم والعطف عليهم والاستماع لمشاكلهم، وبالتالي إثراء حياتي الأكاديمية والشخصية من خلال هذه التجربة".

وقال: "يعد برنامج بلسم انعكاسًا هامًا للخدمة المجتمعية في مجال الطب، حيث يذكرنا الوصول لأكثر اللحظات ضعفًا في حياة الإنسان بقَسَم الطب الذي أخذناه على عاتقنا لخدمة المجتمع والأفراد من خلال التحسين، ويقع علينا أيضًا عبء مواصلة تعزيز منظومة الرعاية الصحية كأطباء في المستقبل وكصناع التغيير. لذلك، أجدد التزامي وإخلاصي بشكل مستمر لعملي الذي أكرس حياتي له".

وقال محمد الهاشمي، وهو طالب في السنة الثانية في كلية الطب والعلوم الصحية: "ساهم برنامج بلسم الذي تنظمه جامعة خليفة في توفير الفرصة لخدمة المجتمع في أبوظبي ورفدهم بالمهارات التي نتعلمها في برنامج دكتور في الطب، حيث قمنا بأربع زيارات لبيوت المرضى وكانت كل زيارة تختلف عن الأخرى في الخبرات التي اكتسبناها".

وأضاف: "قمنا بتطبيق المعرفة التي تعلمناها في الفصول على أرض الواقع لنصنع الفرق في حياة الأفراد، ويعتبر ذلك تميزًا وفخرًا لنا، كما مكنني التطبيق من بناء العلاقات مع المرضى من خلال التواصل معهم والاستماع إليهم والاهتمام باحتياجاتهم، الأمر الذي جعلني أستذكر سبب التحاقي في هذا المجال وهو مساعدة سكان الدولة. وفي هذا الإطار، يعد برنامج بلسم جزءًا أساسيًا متميزًا في منهاج برنامج دكتور في الطب في جامعة خليفة نظرًا لهدفه الرامي إلى خدمة المجتمع وتطوير المهارات اللازمة لنجاح الأطباء".