تم تنفيذ مشروع القمر الاصطناعي المصغر في جامعة خليفة وجامعة نيويورك أبوظبي على يد فريق ضم 32 من الطلبة
القمر الاصطناعي الإماراتي البحريني "ضوء-1" انطلق إلى مداره من محطة الفضاء الدولية

انطلق القمر الاصطناعي المصغر "ضوء-1"، وهو مبادرة تعاونية ما بين وكالة الإمارات للفضاء والهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في البحرين وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا وجامعة نيويورك أبوظبي، إلى مداره عبر محطة الفضاء الدولية بالتعاون مع وكالة استكشاف الفضاء اليابانية.

وقد نسّقت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية عملية إطلاق القمر الاصطناعي "ضوء-1" من مركز تسوكوبا الفضائي في اليابان، حيث تم نقل وقائع الإطلاق في بث مباشر عبر قنوات التواصل الاجتماعي (الرابط).

ويمثل القمر الاصطناعي "ضوء-1" المهمة العلمية الأولى في المنطقة لرصد ودراسة أشعة غاما الأرضية الصادرة عن البرق والعواصف الرعدية. وسيتم مشاركة البيانات التي سيجمعها "ضوء-1" بهدف الاستفادة من علوم الفضاء لدعم التطور الاقتصادي المستدام على مستوى عالمي لدعم التحليلات العلمية وتشجيع التعاون مع المراكز البحثية في جميع أنحاء العالم.

وقد أُطلق القمر الاصطناعي من على متن مركبة الشحن الفضائية (دراغون سي آر إس-24) التابعة لشركة (سبيس إكس) عبر صاروخ فالكون 9 من مركز كينيدي للفضاء في ولاية فلوريدا الأمريكية في 21 ديسمبر 2021، حيث طور وصمم القمر الاصطناعي "ضوء-1" فريق ضم 22 طالبًا وطالبة من جامعة خليفة، منهم 9 طلبة من البحرين و10 طلبة إماراتيين و3 دوليين تحت إشراف الدكتور فراس جرار، مدير مختبر ياه سات للفضاء وأستاذ مساعد في الهندسة الميكانيكية في جامعة خليفة، فيما أشرف على فريق طلبة جامعة نيويورك أبوظبي المكون من 10 منهم 5 طلبة إماراتيين و5 دوليين تحت إشراف كل من الدكتور فرانشيسكو أرنيودو، رئيس برنامج الفيزياء والدكتور مالوري روبيرتس، الأستاذ في الفيزياء، وقد ركز الفريق على تطوير حمولة "ضوء-1" التي تُعرف بـ (كاشف الغلاف الجوي السريع).

وفي هذه المناسبة، قال الدكتور عارف سلطان الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي في جامعة خليفة: "يعكس إطلاق القمر الاصطناعي ضوء-1 إلى مداره عبر محطة الفضاء الدولية مستوى التعاون الوثيق بين الشركاء، كما يعكس التطور التقني الذي أظهره الطلبة في دولة الإمارات بإشراف الخبراء الذين قدموا لهم التوجيه اللازم. وتمثل هذه المبادرة التعاونية نموذجًا متميزًا لما يمكن أن يحققه الباحثون في العالم العربي بوصول ضوء-1 إلى مداره، حيث سيقوم بتنفيذ مهمته المتمحورة حول دراسة أشعة غاما الأرضية وأثرها على المركبات الفضائية ووسائل الطيران الأخرى، والذي يدعم بدوره التحليلات العلمية في مجال الفضاء. وفي هذا الصدد، يسعدنا أن نتعاون مع إخواننا في البحرين في مجال التطوير العلمي الذي سيخدم ودولتنا والعالم أجمع، إضافة للجهود الكبيرة التي قدمتها الجامعات المحلية". 

من جانبها، قالت مارييت ويسترمان، نائب رئيس جامعة نيويورك أبوظبي: "أتوجه بالتهنئة لفريق العمل في جامعة نيويورك أبوظبي المكون من الطلاب والأساتذة على نجاح جهودهم ومساهماتهم في هذا الإنجاز التاريخي، وخصوصاً فيما يتعلق بالأجهزة العلمية التي تضمنتها المهمة. تفتخر جامعة نيويورك أبوظبي بالتنوع الثقافي والتميز الأكاديمي، ونرى في إطلاق القمر الصناعي ضوء 1 من محطة الفضاء الدولية خير تجسيد لهاتين الميزتين، حيث تضافرت جهود المؤسسات والباحثين على اختلاف جنسياتهم وتخصصاتهم لتحقيق هدف موحّد. نأمل أن يشكّل القمر الصناعي الجديد مصدراً للمزيد من المعلومات حول ومضات أشعة غاما الأرضية وأن يساهم في حياة البشر حول العالم".

بهذه المناسبة قال سعادة الدكتور المهندس محمد إبراهيم العسيري، الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء: "بداية يطيب لي أن أرفع أسمى آيات التهاني وخالص التبريكات لمقام سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وإلى مقام سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، وإلى قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة حفظها الله بمناسبة نجاح إطلاق القمر الصناعي البحريني الإماراتي المشترك (ضوء 1) إلى مداره الفضائي ظهر يوم الخميس الموافق 3 فبراير 2022".

وأضاف: "إن توجيهات ودعم القيادة الحكيمة حفظها الله ورعاها كانت وما تزال هي الدافع الرئيس للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء طوال مسيرتها لتحقيق الإنجازات المتتالية وللدخول بثبات في مجال الفضاء بما يمهد لتنفيذ مزيد من المشاريع بما يحقق الطموح الوطني. كما وأشيد بالمتابعة الحثيثة لأعمال الهيئة من قبل سيدي سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى والتي ساهمت في تحفيز منتسبي الهيئة وبذلهم قصارى جهدهم لاكتساب العلوم والمهارات الحديثة ليشكلوا النواة الأولى من الكفاءات الوطنية المتخصصة في قطاع الفضاء، ويساهمون في تنفيذ مشاريع الهيئة المستقبلية خدمة لمملكة البحرين. كما وأتقدم بخالص الشكر وعظيم الامتنان لأشقائنا في وكالة الإمارات للفضاء على ما وجدناه منهم من كريم الدعم والمساندة وحسن التعاون."

وأضاف سعادة الرئيس التنفيذي: "ان هذا المشروع يعتبر نموذجا يحتذى به للتعاون العلمي والتقني لخدمة البشرية عبر الاستغلال السلمي للفضاء، وان الهيئة ماضية قدما في تنفيذ المزيد من المشاريع لتحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها".

واختتم سعادة الدكتور المهندس محمد العسيري تصريحه قائلا: "وختاما أود أن أهدي خالص الشكر والتقدير لمجلس إدارة الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء برئاسة سعادة المهندس كمال بن أحمد محمد وزير المواصلات والاتصالات على ثقتهم الكبيرة ودعمهم المتواصل، والشكر موصول لكافة منتسبي الهيئة على ما بذلوه من جهود مخلصة في سبيل النهوض بعلوم الفضاء في مملكة البحرين وحسن متابعة وتنفيذ مشاريع الهيئة ومبادراتها طوال السنوات الماضية، وأنا على ثقة من قدراتهم في تنفيذ المزيد من المشاريع في المستقبل لتحقيق التميز ولتتبوء مملكة البحرين مكانة مرموقة في قطاع الفضاء".

من جانبه، قال شيهو أوغاوا، مدير مركز وحدة الاختبارات اليابانية التابع لمديرية تكنولوجيا الرحلات الفضائية في وكالة استكشاف الفضاء اليابانية: "ساهمت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية منذ إبرامها اتفاقية التعاون مع وكالة الإمارات للفضاء عام 2016 بالعمل على العديد من المشاريع التي شملت مشروع ضوء-1، حيث تمكن فريق ضوء-1ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية من التغلب على جميع التحديات التي واجهوها خلال عملية التطوير والتنفيذ في وحدة الاختبارات اليابانية "كيبو". يسعدنا في هذا الإطار أن ندعم مشروع ضوء-1 لأن نجاحه يمثل فخرًا لكلا الدولتين، كما نأمل بتوسيع نطاق التعاونات في مجال الفضاء بين كل من دولة الإمارات واليابان. حان الوقت للانطلاق للفضاء لبدء المهمات وتحقيق النجاحات في جميع المهمات الموكلة لمشروع ضوء-1".

وستتم دراسة أثر الطاقة العالية لانبعاثات أشعة غاما في الغلاف الجوي والمركبات الفضائية وصحة الإنسان وطواقم الرحلات بشكل خاص من خلال ضوء-1، فعندما تخترق هذه الأشعة هياكل المركبات الجوية، ستساهم بيانات ضوء-1 في تحسين درجة فهم التعرض للإشعاع.

وتم تصميم نظام كاشف أشعة غاما في ضوء-1 وتجميعه بقالب متميز عبر الاستعانة بأجهزة كشف حديثة ومتطورة، ويعد هذا النظام منافسًا للأقمار الاصطناعية الكبيرة ويمكنه توفير أداء فعال في تحليل أشعة غاما الأرضية، وبفضل التكنولوجيا المبتكرة قد يصبح ضوء-1 مستكشف المهام الصعبة والكبيرة التي تستهدف أشعة غاما مستقبلًا.

يُذكر أن نظام كاشف أشعة غاما مصنوع من بلورات الكريستال، وهي مادة تصدر الضوء عندما يمر بها جسيم تحت ذري، وقد تم اختيار البلورات بشكل خاص نظرًا لسرعة استجابتها، حيث تصدر الضوء ليتم جمعه عبر أجهزة مضاعفة الضوء ومن ثم معالجته بنظام إلكتروني متخصص. وما يميز نظام كاشف أشعة غاما عن غيره من أنظمة كشف الأشعة أنه يتكون من أنواع مختلفة من الكريستال والإلكترونيات المتخصصة.