يقدم المشروع عدة مميزات من حيث الأداء والإنتاجية والكفاءة والسلامة، بما يتماشى مع استراتيجيتي الثورة الصناعية الرابعة ومشروع 300 مليار في دولة الإمارات
باحثون من جامعة خليفة و"ستراتا" يطورون روبوتات موجهة بالرؤية لإنجاز مهام صناعية عالية الدقة

استكشف باحثون في مركز أبحاث وتكنولوجيا الطيران في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا إمكانية استخدام الروبوتات الموجهة بالرؤية الحاسوبية لإتمام مهام عالية الدقة لدى ستراتا للتصنيع، بما يتماشى مع استراتيجية الثورة الصناعية الرابعة ومشروع 300 مليار في دولة الإمارات.

وسيتم استخدام تلك الروبوتات، والتي تسمى أيضاً الكوبوتات أو الروبوتات التعاونية الموجهة بالرؤية، في عمليات التصنيع والتشغيل الآلي الإلكترو-فيزيائي لتوفير عدة مزايا ترتبط بالأداء والإنتاجية والكفاءة والسلامة، حيث يهدف هذا المشروع إلى إجراء عمليات التطوير في المختبر ومن ثم إرسالها إلى "ستراتا". وستسهم تلك الكوبوتات في حل التحديات الصناعية الموجودة حاليًا، خصوصاً عبر تعاون جامعة خليفة مع شركة "ستراتا" لتصنيع هياكل الطائرات والتي تتخذ من مدينة العين مقرًا لها، وهي شركة مملوكة بالكامل لشركة مبادلة للاستثمار، حيث تموّل جامعة خليفة وستراتا ومبادلة مركز أبحاث وتكنولوجيا الطيران بشكل مشترك.

ويساهم المشروع في الوقت ذاته في بناء المعرفة الصناعية وتوسيع القاعدة المعرفية في الدولة عن طريق تزويد الطلبة بالتعلم خلال مراحل مختلفة من حياتهم في الحرم الجامعي، كما يشارك في المشروع اثنان من طلبة الدراسات العليا وأربعة طالبات إماراتيات من برنامج البكالوريوس وهن، أميرة الشحي ونوف المسفري وبشرى الظنحاني وموزة الزعابي وعنود الزحمي طالبات الهندسة من جامعة خليفة واللاتي  قد أنهين برنامجًا للتدريب الصيفي في ستراتا -  وتعملن في الوقت الحالي على أتمتة المهام المتكررة والمكثفة للعمالة باستخدام تقنيات متقدمة قائمة على رؤية الكمبيوتر، والتي تمكن الروبوتات من العمل بشكل أكثر ذكاءً وأمانًا في المصنع.

وقال الدكتور عارف سلطان الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة: "يعتبر مشروع الروبوتات التعاونية الموجهة بالرؤية مثالاً متميزًا لمشاريع جامعة خليفة البحثية التي لا تتعلق بالصناعة فقط، بل تعد ذات أهمية اقتصادية ومالية. ستثبت نتائج المشروع فائدتها لشركة ستراتا عن طريق التطوير التكنولوجي، فيما يتوافق مع استراتيجية الثورة الصناعية الرابعة للارتقاء بالاقتصاد الوطني، مع جعل قطاع الصناعة القوة الدافعة التي تسهم في التنمية المستدامة".

وفي السياق، يتم في الوقت الحالي تنفيذ المشروع من بين مجموعة المشاريع في مركز أبحاث وتكنولوجيا الطيران، حيث يعمل كل من باحثي جامعة خليفة يدًا بيد إلى جانب مهندسين من ستراتا على تطوير الحلول المبتكرة للمشكلات العملية التي تواجه الصناعة المتقدمة.

وقال إسماعيل علي عبدالله، الرئيس التنفيذي في ستراتا: "يحظى مركز أبحاث وتكنولوجيا الطيران بنموذج فريد من نوعه في مجال البحث والتطوير بين القطاعين الصناعي والأكاديمي في المنطقة، حيث يساهم في توفير بيئة داعمة للابتكار والتي تعزز بدورها العلوم والهندسة المتكاملة لتطوير الحلول العملية، إضافة لتطوير رأس المال البشري المعرفي الضروري لنمو قطاع الصناعة المتقدمة في دولة الإمارات.

 

ويرأس باحثي المشروع الدكتور يحيى الزويري، البروفيسور المشارك في هندسة الطيران، والدكتور سيزار ستيفانيني، بروفيسور الهندسة الطبية البيولوجية، بينما يتولى عبدالله عياد، الباحث المشارك في الجامعة، منصب الباحث الرئيس. ويشارك مهندسان من ستراتا في المشروع أيضاً، هما ديوالد سوارت وغوردون فيرغسون.

 

ويستخدم الباحثون لدى مركز أبحاث وتكنولوجيا الطيران الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية لتطوير استراتيجيات التوجيه والتحكم بهذه الروبوتات الصناعية التي تعد أسرع وأكثر موثوقية في أداء المهام الصناعية في مجموعة واسعة من التطبيقات. إضافة لذلك، يتيح التعاون مع ستراتا التحقق من فعالية التكنولوجيات في البيئات الطبيعية التي تتسم بالتعقيد عند الاستخدام.

وبالتوازي مع ما سبق، يؤسس الباحثون لاستخدام الاستشعار اللمسي القائم على الرؤية في عمليات الروبوتات الآلية. ويعد ذلك النوع من الاستشعار ضرورياً لنجاح عمليات التصنيع الدقيقة والحساسة لضمان إمكانية تكرار المهام وتجنب إتلاف قطع العمل الدقيقة، حيث يوفر مزايا متعددة في عرض النطاق الترددي والدقة والفعالية من حيث التكلفة، مقارنة بأساليب الاستشعار باللمس التقليدية.