تقدم الورقتان تقنيات حديثة في مجال التحقيقات الجنائية
باحثة من جامعة خليفة تقدم ورقتين بحثيتين في مؤتمر الجمعية الكيميائية الأمريكية

قدمت الدكتورة ميساء هاشم، الأستاذة المساعدة في الكيمياء في جامعة خليفة، ورقتين بحثيتين في مؤتمر الجمعية الكيميائية الأمريكية 2021 الذي عُقد في مدينة أتلانتا، عاصمة ولاية جورجيا الأمريكية مؤخرًا، حيث تم تنظيم المؤتمر بشكل يجمع ما بين الحضور الافتراضي والحضور الشخصي.

وركزت الورقة البحثية الأولى التي ناقشتها الدكتورة ميساء خلال المؤتمر تحت عنوان "المنهجيات الكيميائية التنظيمية لتحليل التربة في التحقيقات الجنائية" على تقسيمات الكيمياء البيئية، حيث سلطت الورقة الضوء على أهمية التربة كدليل قوي خلال عمليات التحقيق الجنائي انطلاقًا من الاعتقاد بقدرة التربة على ربط الفرد بمشهد الجريمة خاصة وأن التربة يمكن أن تلتصق في الأحذية وإطارات السيارات والمركبات، وقد تترك التربة آثارًا على الملابس تتيح للمحققين فرصة التأكد من وجود الشخص في مكان الحادث من عدمه.

وتحظى التربة بتركيبة معقدة في مكوناتها وفي طبيعتها الفيزيائية كلونها وترسبها وهيكلها. وفي هذا الصدد، قامت الدكتورة ميساء بدراسة العديد من الخصائص الفيزيائية والكيميائية لأنواع مختلفة من التربة في دولة الإمارات ووجدت تفاوتات كبيرة في نتائج العينات. ويُعزى هذا التفاوت في النتائج إلى أن كل نوع من أنواع التربة يتميز ببصمة فريدة من نوعها، وهو ما يعتبر في غاية الأهمية في مجال التحقيقات الجنائية عبر فحص التربة في مشهد الجريمة.

وقامت الدكتورة ميساء أيضًا بتقديم ورقة أخرى في الجلسة التي ركزت على تقسيمات التكنولوجيا البيوكيميائية، حيث ناقشت ورقتها التي تحمل اسم "التنبؤ بوقت حدوث الوفاة عبر التحليل الكيميائي للمؤشرات الحيوية للدم في الفحوصات الجنائية" وقدمت مقترحات تتعلق بجهاز يمكن استخدامه في التنبؤ بوقت حدوث الوفاة في التحقيقات الجنائية، لا سيما وأن التنبؤ بالمدة الزمنية للوفاة يعد من أكبر التحديات في نطاق توفير فاحصين لهذا الغرض على الرغم من التطورات الحاصلة في هذا المجال.

ويقدم الجهاز الذي اقترحته الدكتورة ميساء الجوانب الكيميائية للمركبات الناتجة عن عمليات الأيض في الدم الذي يحتوي على مؤشرات بروتينية حيوية كأنزيم لاكتات الديهيدروجينيز وإنزيم  الناقلات الأمينية للأسبارتات، حيث تزداد نسبة تركيز هذه الأنزيمات في الأيام الثلاثة الأولى بعد الوفاة. وإضافة لمؤشرات البروتين الحيوية، اقترحت الدكتورة ميساء أيضًا بعضًا من المؤشرات الحيوية الدهنية كمستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول التي تظهر في الجثة بعد موتها والتي تنخفض مستوياتها في الدم مع مرور الوقت.

وتشير الدكتورة ميساء إلى أنه يمكن للجهاز كذلك أن يقيس مستويات الحموضة في الدم أو ما يُعرف بالرقم الهيدروجيني، حيث يتراوح معدل حموضة الدم ما بين 7.35 إلى 7.45. وتؤدي نسبة الرقم الهيدورجيني القلوي إلى الموت إذا زادت عن مستوى 7.45 وإذا قل الرقم الهيدروجيني الحمضي عن 7، حيث تتغير نسبة الرقم الهيدروجيني في الدم بعد الموت بـ 20 ساعة لنسبة تتراوح من 5.5 إلى 7.

ويتميز الجهاز المقترح بقدرته على تحليل الدم بالاستعانة بالأنظمة الذكية الرامية لتحديد الجرعة اللازم فحصها تبعًا للمؤشرات الحيوية التي تم ذكرها سابقًا، وذلك عند حدوث جريمة القتل.

يُذكر أن الجمعية الكيميائية الأمريكية هي واحدة من أكبر المؤسسات العلمية في العالم ولديها أكثر من 155,000 عضو في 150 دولة. وتم تأسيس الجمعية الكيميائية الأمريكية المعتمدة من قبل مجلس الكونغرس الأمريكي عام 1876 وتهدف إلى تحسين نوعية حياة الأفراد من خلال تعزيز الاستفادة من الكيمياء.