يساهم ارتفاع درجات الحرارة العالمي في إطالة مدة سقوط الأمطار في فصل الربيع في دولة الإمارات وتكرار حدوثها
فريق بحثي من جامعة خليفة يعزي أسباب سقوط الأمطار خلال فصل الربيع للتغيرات المناخية وأثرها على أنماط الحالة الجوية في الدولة

قام فريق بحثي من مختبر العلوم الجيوفيزيائية والبيئية في جامعة خليفة بدراسة أمطار فصل الربيع في دولة الإمارات خلال الـ 20 عامًا الماضية، حيث وجدوا زيادة في كمية هطول الأمطار في فصل الربيع في الفترة الحالية مقارنة بالعقود الماضية.

وقد قام الفريق بتحديد خصائص الظروف الجوية ليتسنى لهم تنبؤ ونمذجة هذه الفترة الماطرة، حيث ساهم ذلك في تفسير حدوث تلك الأمطار والتنبؤ بها مستقبلًا نظرًا لارتفاع درجات الحرارة وتسارع دورة المياه عالميًا.

ووفقًا للتقرير الذي أصدره الفريق الدولي المعني بتغير المناخ، امتازت العقود الأربعة الماضية بارتفاع درجات الحرارة بشكل متزايد ومتعاقب مقارنة بالعقود الأخرى التي سبقتها منذ عام 1850، كما ازدادت معدلات هطول الأمطار عالميًا منذ عام 1950، حيث كان للإنسان أثرًا واضحًا في ذلك.

وفي هذا السياق، أشارت الدكتورة ديانا فرنسيس، الكاتبة الرئيس في هذه الدراسة، إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يساهم في زيادة الاحتفاظ بكميات المياه، ما يعني سقوط الأمطار لفترة أطول ليعود بالفائدة على منطقة تُعرف بقلة الأمطار فيها. وقد يشكل سقوط الأمطار لفترات طويلة وبشكل متكرر  ضررًا على المدينة لعدم جاهزية البنية التحتية للتصدي للكميات الهائلة من الأمطار.

وقام الفريق البحثي المكون من الدكتور ناريندرا نيللي، زميل دكتوراه والدكتورة ديانا فرنسيس، عالمة بحثية أولى ورئيسة مختبر العلوم الجيوفيزيائية والبيئية والدكتور ريكاردو فونسيكا، زميل دكتوراه ومايكل ويستون، مهندس بحثي والدكتور يوسف وهبي، مدرس مساعد في بحوث الدراسات العليا وطه الحوصري من المركز الوطني للأرصاد بتحليل 95 حالة لسقوط الأمطار  خلال فصل الربيع والتي أثرت على الدولة ما بين عام 2000 و2020، حيث قاموا بنشر نتائجهم البحثية في المجلة العلمية المرموقة "آتموسفيرك ريسيرش".

وتُعرف الأنظمة المناخية في دولة الإمارات بأنها أنظمة الحمل الحراري متوسطة المدى، وهي مجموعة من العواصف التي تتحرك كنظام واحد. ولتطوير  بيئة شديدة الجفاف، لابد من توفر مجموعة من العوامل المحلية والإقليمية والتي تشمل تدرج حاد بدرجات الحرارة على سطح الأرض بين اليابسة والمناطق المحيطة بها، فإذا التقى الهواء البارد القادم من البحر بالهواء الحار القادم من الصحراء تظهر احتمالية تشكل أنظمة الحمل الحراري متوسطة المدى.

من جانبه، قال الدكتور  ناريندرا: "تشمل أنظمة الحمل الحراري متوسطة المدى في المناطق القاحلة معظم عمليات سقوط الأمطار السنوية وترتبط بشكل وثيق مع الأمطار الغزيرة التي تسبب الفياضانات والانهيارات الأرضية وما يرافق ذلك من اضطرابات في الحياة اليومية، حيث ساهمت الظروف الجوية القاسية الماضية في منطقة شبه الجزيرة العربية في حدوث تأثيرات مدمرة على السكان المحليين. لذلك، يعتبر فهم تلك الأنظمة الجوية وطريقة تطورها أمرًا في غاية الأهمية لتسهيل محاكاتها والتنبؤ  الصحيح بحدوثها مستقبلًا".

ووجدت الدراسة أن أنظمة الحمل الحراري متوسطة المدى والتي تحدث خلال فصل الربيع في دولة الإمارات هي نتاج دورة المياه العالمية التي تتجمع في الغلاف الجوي للدولة، وذلك على العكس من أنظمة الحمل الحراري في فصل الصيف التي تتطور محليًا.

وسلطت الدراسة الضوء أيضًا على المدة الزمنية لأنظمة الحمل الحراري متوسطة المدى في فصل الربيع والتي تتزايد مسببًة كميات كبيرة من الأمطار.

يذكر أن الفهم الأفضل لأسباب حدوث الأنظمة الحرارية متوسطة المدى في منطقة قاحلة يعد خطوة هامة تجاه التنبؤ الدقيق بها وتحقيق الفائدة المرجوة من سقوط الأمطار المصاحب لها، لا سيما أنه من المتوقع تكرار حدوثها نتيجة التغيرات المناخية العالمية.