بمناسبة اليوم العالمي لجودة الهواء من أجل سماء زرقاء 2021 تحدثت الدكتورة ديانا فرنسيس في الندوة الافتراضية المعنونة بـ "جودة الهواء خارج الحدود: تبادل أفضل الممارسات في مجال إدارة جودة الهواء"
د. ديانا: "نحتاج للنظر في نطاق يتعدى الحدود الجغرافية للحصول على الهواء النظيف والسماء الزرقاء"

سُعدت بالمشاركة في هذه الندوة لأساهم في إيصال صوت القطاع الأكاديمي والعلمي فيما يخص مسألة جودة الهواء وعلاقتها بتغير المناخ ولأتمكن من تسليط الضوء على الجهود والأفكار الجديدة التي نهدف من خلالها إلى خدمة المجتمع.

يلعب القطاع الأكاديمي والبحث العلمي دورًا هامًا في رفع مستوى فهمنا لجودة الهواء وتغير المناخ، كما يساهم في تعزيز دور  صناع القرار  في تشكيل الاستراتيجيات العلمية ومنحهم فرصة لتقييم فعالية هذه الاستراتيجيات والمنهجيات.

وفي هذا الإطار، شاركت جامعة خليفة منذ البداية بشكل موسع في عمليات البحث والتطوير المتعلقة ببيئة دولة الإمارات بشكل عام والبحث والتطوير في مجال جودة الهواء بشكل خاص، حيث يهدف تأسيس معهد مصدر  في الجامعة إلى تطوير المعرفة العلمية التي تركز على تلوث الهواء وتوفير  التوجيه والإرشاد للجهات الحكومية في الدولة في أفضل الطرق التي تساهم في تحسين نوعية الهواء، وقد تحقق ذلك عن طريق الاستثمار في الأنشطة التي تطلبت الملاحظات والنمذجة والتي أيضًا شملت مشاركة أعضاء الهيئة الأكاديمية والباحثين والطلبة.

وفي سياق التعاونات الخارجية، ساهمت جامعة خليفة بشراكات مع مؤسسات رئيسة وفاعلة في هذا المجال شملت عددًا من المشاريع والتعاونات المستمرة مع مختلف الجهات في الدولة كوزارة التغير المناخي والبيئة وهيئة البيئة في أبوظبي اللتين تشرفنا بالتعاون معهما يدًا بيد لتحسين جودة الهواء في دولة الإمارات.

فعلى سبيل المثال، يركز  مختبر العلوم الجيولوجية والبيئية الذي أترأسه في جامعة خليفة على تزويد وزارة التغير المناخي والبيئة بالتنبؤات المتعلقة بجودة الهواء بشكل يومي داخل الدولة بهدف مشاركتها مع الجهات المعنية. ويعمل مختبر العلوم الجيولوجية والبيئية مع هيئة البيئة في أبوظبي لتقييم أثر التلوث الجوي في الأنماط المناخية في الدولة.

وفي هذا الصدد، توصلنا للعديد من الأفكار الرئيسة التي تتعلق بجودة الهواء من خلال العمل في مختبر العلوم الجيولوجية والبيئية، منها أن جودة الهواء تعتمد على طبيعة الفصل، حيث يشهد فصل الصيف هواءً بجودة ضعيفة، كما لاحظنا أن المساهم الأول في مستويات المواد الجسيمية في دولة الإمارات هو  ذرات الغبار الجوية الطبيعية، وهو ما يعتبر أمرًا عاديًا في دولة ذات بيئة صحراوية. من ناحية أخرى، يوجد غبار ملوَّث بسبب انتقاله إلى مناطق ملوَّثة واختلاطه مع الملوِّثات هناك، الأمر الذي يؤثر على نوعية الهواء في جميع أنحاء الدولة وفقًا لمستوى انبعاثات الغاز في المناطق المجاورة لمنطقة الخليج العربي. وبالنظر إلى أنماط الرياح، يمكن أن يتم نقل الغبار الملوث إلى دولة الإمارات من قبل رياح الشمال، فمن الواضح أن العلاقة بين كل من التلوث والمناخ علاقة معقدة وتحقيق الهواء النظيف يتطلب الكثير من التقنيات المتقدمة القادرة على حل هذا التداخل.

وندرك جميعًا بأن التزايد في درجات الحرارة قد يؤدي إلى زيادة نسبة تركيز الملوثات في الغلاف الجوي لأسباب كيميائية، كما يساهم ارتفاع درجات الحرارة في نفس الوقت بزيادة معدل استهلاك الكهرباء، وكلما زاد استهلاك الكهرباء زادت نسبة انبعاث الغازات، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة في نسبة التلوث في الغلاف الجوي تؤثر على المناخ مسببةً الاحتباس الحراري بفعل المواد الجسيمية التي تمتص أشعة الشمس كمادة الكربون الأسود.

وعلى صعيد آخر، تحرص جامعة خليفة على دراسة النتائج العلمية المتعلقة بجودة الهواء لتوفير المعرفة العلمية لصناع القرارات وتعزيز دورهم في تطوير الاستراتيجيات المناسبة والقادرة على تحسين جودة الهواء الذي نستنشقه.

وتنقسم الملوثات في دولة الإمارات بشكل عام إلى قسمين هما، ملوثات طبيعية وأخرى من صنع الإنسان وتعتبر متغيراتها وعوامل أخرى مصدر معلومات رئيس يساهم في وضع السياسات الملائمة وتطبيقها.

يعتبر التعاون الإقليمي لدول الخليج على جودة الهواء أمرًا في غاية الأهمية، حيث أن الهواء لا حدود له وانبعاث الغازات في مكان ما قد ينتقل للغلاف الجوي في مكان آخر. لذلك، فإن الحد من انبعاثات الغاز  في مكان ما يحمي الدول المجاورة وبالتالي تتحسن جودة الهواء على المدى البعيد من خلال التنسيق والتعاون بين جميع الأطراف.