تساهم في توفير مجموعة من الفرص الهامة للمزادات الإلكترونية كرفع مستوى الشفافية وتكامل البيانات وتتبعها
دور تكنولوجيا البلوك تشين في رفع مستوى الأمن والشفافية في المزادات الإلكترونية

تساهم المزادات الإلكترونية في استقطاب العملاء من جميع أنحاء العالم، فهي تحد من الحواجز الجغرافية التي طالما وقفت عائقًا أمام البائعين في السابق، إلا أن هذه المزادات تتطلب طرفًا ثالثًا ليقوم بدور الوسيط بين البائع والمشتري لتسهيل عمليات البيع والشراء مع الحفاظ على الشفافية. وتعتمد المنصات الإلكترونية بشكل كبير على المعاملات التي يقوم بها الإنسان والتي يجب أن تتوفر فيها مجموعة من العناصر التي تشمل البيانات الكاملة والأمن والشفافية وإمكانية التتبع بشكل يتيح لمقدمي العروض الوثوق بمنظمي المزاد مع ضمان مشروعية تلك العروض وسير المعاملات على نحو  سليم.

وفي هذا الصدد، قام فريق بحثي من قسم هندسة النظم الصناعية ببحث العمليات التي تتم في المزادات الإلكترونية باستخدام تكنولوجيا البلوك تشين، وهي سلسلة من البيانات التي تأتي على شكل كتل والتي تزداد عندما يقوم المستخدم بإضافة معاملات جديدة. وقد قام فريق الباحثين الذي ضم كلًا من الباحثتين المشاركتين إلهام عمر  وهيا حسن والدكتور  راجا جايارامان، الأستاذ المشارك والأستاذ الدكتور خالد صالح والدكتور محمد عمر، أستاذ ومدير مركز  بحوث جامعة خليفة لسلسلة التوريدات الرقمية وإدارة العمليات، بنشر  مشروعهم البحثي في المجلة العلمية "تكنولوجيكال فوركاستنغ آند سوشال تشينج".

من جانبه، قال الدكتور راجا: "يقوم فريقنا البحثي ببحث أكثر التحديات إلحاحًا في مجال سلسلة التوريدات واللوجستيات، حيث جاءت فكرة مشروعنا البحثي كنتيجة للمشكلات الصناعية التي تواجهها الشركات المحلية التي تقدم خدمات إيجار  المعدات الثقيلة عبر عمليات العرض التنافسية".

وأضاف: "تفتقر  المزادات المتوفرة في الوقت الحالي إلى عنصري الثقة والشفافية والذي يسبب عدم دقتها وفعاليتها، إضافة لدور الوسطاء الذي قد يساهم في إحداث تأخر واضح في الحصول على المعلومات وزيادة تكلفة العمليات. وفي هذا الإطار، يحظى حلنا المقترح الذي توصلنا إليه بتطبيقات واسعة النطاق في مجالات التجارة الإلكترونية والخدمات الصناعية ذات الصلة".

ويرى الفريق البحثي أن المزادات القائمة على تقنية البلوك تشين يمكنها الاستغناء عن الوسطاء بشكل فعال، والذي من شأنه الحد من التكاليف اللازمة لإجراء المعاملات وفي نفس الوقت ضمان الثقة بين البائع والمشتري. ويعتمد الحل الذي توصل إليه الباحثون على عقود الإثيريوم الذكية والقابلة للبرمجة في البلوك تشين، ويمكن تعريف هذه العقود على أنها برامج بسيطة تُستخدم لتبادل المعلومات ضمن ظروف محددة مسبقًا.

وفي السياق، توفر تكنولوجيا البلوك تشين سجل لقاعدة بيانات مشتركة للمعاملات تتميز  بثباتها وصعوبة تزويرها ومعتمدة من قبل مجموعة كبيرة من الأفراد والجهات المعنية، ويحتوي سجل البيانات على مجموعة من الكتل المرتبطة بمدخلات سابقة في السلسلة، الأمر الذي يشكل سلسلة من الكتل. وتتميز سجلات البلوك تشين باللامركزية والأمن والثقة وصعوبة التلاعب بالبيانات والمعاملات، حيث تساهم العقود الذكية فيها بدور الطرف الثالث بشكل رقمي لتوفير  الخصائص الآمنة بشكل فعال.

وتتيح هذه التكنولوجيا أيضًا للبائع التواصل بشكل مباشر مع مقدمي العروض دون الحاجة للوسطاء، حيث يصبح بإمكان مقدمي العروض إدارة المزادات بشكل أفضل.

من ناحية أخرى، تم اختبار  الحل الذي توصل إليه الباحثون على شكل واحد من أشكال المزادات، إلا أنه يمكن تطبيق تصميمهم على أنواع أخرى من المزادات من خلال إجراء بعض التعديلات على نظام العقود الذكية.

ويسعى فريق جامعة خليفة البحثي في الوقت الحالي إلى تطوير  تطبيقات لا مركزية لأتمتة عملية إجراء المزادات بشكل كلي، كما يسعون لتطوير عقود ذكية متعددة الأغراض لتلبية متطلبات واحتياجات منظمي المزادات ومقدمي العروض على نطاق أوسع.

تعتبر  البلوك تشين تكنولوجيا ناشئة وتحويلية قابلة للتطور وإحداث التغيير، ويأتي هذا المشروع البحثي بما ينسجم مع رؤية دولة الإمارات المتعلقة بالبلوك تشين والمنصوص عليها في استراتيجية الإمارات للبلوك تشين 2021، حيث سيساهم في توفير الوقت والجهد والمصادر، إضافة لتعزيز مستوى التنافسية والثقة والشفافية.