في ظل البحث عن العلاجات التي تساهم في القضاء على فيروس كوفيد-19، باحثون يفسرون طريقة دخول الفيروس إلى جسم الإنسان ودور الأدوية في الحد من الإصابات

Many researchers are interested in a specific type of protein that allows the virus to attack the cells of the human body, in light of the search for treatments that contribute to eliminating the Covid-19 virus. This type of protein, which is found on the cell surface, is known as (angiotensin-converting enzyme-2), and it constitutes the entry point of the virus into cells and is found in all cells of the human body, but its percentage may vary from person to person.

نشر فريق الباحثين، من بينهم الدكتور ديترتش لوركي، أستاذ ورئيس قسم علم التشريح والأحياء الخلوية في جامعة خليفة، مؤخراً ورقة بحثية تركز على الآثار المحتملة للأدوية التي يتم وصفها لمحاربة الفيروس والمكونات الفعالة فيها من خلال تنظيم مستويات أنزيم محول الأنجيوتنسين في الجسم. وتم نشر الورقة التي شارك فيها الدكتور مراد أوز من جامعة الكويت والدكتورة ندين قباني من جامعة جورج مايسون في المجلة العلمية المرموقة "فارماكولوجي آند ثيرابيوتكس".

من جانبه، قال الدكتور ديترتش: "أثارت جائحة فيروس كوفيد-19 العالمية بعض المخاوف التي فرضت الحاجة الملحة للسيطرة عليه وعلاجه. فعند دخوله للخلية المضيفة، يرتبط الفيروس بأنزيم يُطلق عليه الأنزيم المحول للأنجيوتنسين-2 والذي يوجد في أعضاء مختلفة من الجسم بما في ذلك الرئتين والأمعاء الدقيقة والتجويف الأنفي".

يساهم الأنزيم المحول للأنجيوتنسين-2 في إنتاج بروتينات تنظم وظائف الخلية، حيث يقوم الفيروس وبالاستعانة بالبروتينات الشوكية فوق سطحه بالارتباط بالأنزيم المحول للأنجيوتنسين-2 والذي يعتبر بوابته للدخول للخلية مسبباً الالتهاب في خلايا الرئة وبالتالي تلفها وإلحاق الضرر بالقلب.

ويتناسب ارتفاع نسبة الأنزيم المحول للأنجيوتنسين-2 في الجسم تناسباً طردياً مع معدل الإصابة بالفيروس، أي كلما زادت مستويات الأنزيم زادت احتمالية تعرض الأفراد للإصابة بالفيروس.

وأظهرت نتائج بعض الأدوية كمثبطات أنزيم محول الأنجيوتنسين وحاصرات مستقبل الأنجيوتنسين زيادة في مستويات أنزيم محول الأنجيوتنسين، ما يثير الاهتمام بمدى أمان هذه الأدوية بالنسبة للأشخاص المعرضين للإصابة بالفيروس، حيث يعتبر هذان العلاجان  ضمن الأدوية العشرة الأكثر شيوعاً في العالم. ويمثل الأفراد الذين يتلقون هذا النوع من الأدوية الفئة المعرضة للخطر في حال ثبتت صحة هذه الفرضية.

وأضاف الدكتور ديترتش: "تكمن المشكلة في أن العديد من النتائج تمت ملاحظتها في الحيوانات وليس من الضروري أن تعكس الحال بشكل تام في الإنسان، حيث أكد تحليل لحالات 12,594 من المرضى الذين أظهروا نتائج إيجابية في فحص كوفيد-19 عدم وجود أي رابط بين تلقي أي نوع من العلاجات واحتمالية ظهور نتيجة إيجابية أو زيادة حدة المرض لديهم".

وفي السياق، أثبتت مجموعة من الدراسات أن استخدام مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين قد يكون فعالاً في النتائج الطبية للمصابين بالفيروس، كما يحظى الأنزيم المحول للأنجيوتنسين-2 بخصائص توفر الحماية ضد إصابات الأنسجة كما هو الحال في أنسجة الرئتين عقب الإصابة بالفيروس. فعندما يرتبط الفيروس بمستقبلات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين-2 تنخفض مستوياته في الجسم مما يعرض الأفراد للإصابة الشديدة بالمرض، إلا أن تدني نسب الأنزيم تساهم في حماية الأنسجة بطريقة تتمثل بتشكل التهاب في القلب والرئتين.

ويعتبر فهم آليات عمل مثبطات أنزيم محول الأنجيوتنسين أمراً في غاية الأهمية في دعم المزيد من الدراسات السريرية، كما تساهم في التعرف إلى طريقة عمل جميع تلك الجزيئات على مستوى الخلية والأعضاء، وتحديداً ما يتعلق بالإصابة بالفيروس.

ويرى الباحثون أن وقف عملية ارتباط البروتينات الشوكية لفيروس كوفيد-19 بأنزيم محول الأنجيوتنسين-2 هي استراتيجية قابلة للتطبيق للحد من انتشار الفيروس، كما خلصوا إلى نتيجة مفادها أنه يمكن تطوير أدوية جديدة قادرة على وقف التفاعل الحاصل بين كوفيد-19 وأنزيم محول الأنجيوتنسين-2 للحد من الإصابات.